النجاح الإخباري - من عوامل الغضب والاحباط هذا المشهد الدائر على طرفي الحدود بيننا وبين اسرائيل وبالتحديد في تركيب النظامين السياسيين، فبالأمس مساء تم الاعلان عن اتفاق بين مجموعة أحزاب اليمين على خوض الانتخابات بقائمة واحدة تعثرت المفاوضات قليلاً وبقليل من العقل والحوار تمكنوا من تشكيل قائمتهم بكل بساطة على الطاولة.
لم تستنزف حواراتهم اثنا عشر سنة كما يحدث عندنا ولم تتدخل عواصم صديقة فقط اتفقوا بلا ضجيج ، وعادي أن يتنازل عضو الكنيست الحاخام رافي بيرتس لـ ايليت شاكيد التي سقطت في انتخابات ابريل السابقة وعادي أن يتنازل الحاخام الذي يرفض تولي امرأة للمسئولية وفق شريعته وتوراته وديانته أن يقدم امرأة في القائمة لكنه فعل من أجل المصالحة أو مصلحة اليمين ومن أجل الوحدة.
عادي أن يتنازل ايهود باراك للمقعد العاشر وهو رئيس الوزراء البارز سابقاً ورئيس الاركان الأبرز في تاريخا ليقدم أمامه مجموعة من هواة السياسة سواء في حزب ميرتس أو حتى الذين انضموا اليه في حزبه الجديد "اسرائيل ديمقراطية" وقد يسقط باراك أو ربما لا يصله الدور ولكن الأهم هي وحدة اليسار من أجل الهدف الأكبر.
الأحزاب العربية التي تعلمت الدرس من الانتخابات السابقة حين جرتها الجينات السياسية العربية لحظة ان اقتربت الينا ، تعلمت هذه المرة فهي ابنة ذلك المناخ السياسي قد تكون أحزاب خسرت بعض امتيازات في القائمة ولكن بالإجمال يحقق العرب تقدم بمقعد أو مقعدين وهذا ما دعى الجميع للتنازل والوحدة .
عادي أن يفشل عندهم رئيس الحكومة في تشكيل حكومة فيعيد الأمانة للشعب صاحب السلطة ليقرر من جديد دون أن يمارس عليه سطوة أو سلطة القوة والأمن والأحزاب والاعلام وديماغوجيا الموالين ودون أن تتدخل دول صديقة وحوارات عواصم وفصائل تناور لسنوات وغيره، فقط ببساطة شديدة سينتخب الاسرائيليون مرتين هذا العام وفي أقل من ستة أشهر تماماً مثلنا لكن الفرق أننا انتخبنا مرتين خلال ربع قرن.
عادي أن يتم تركيب المجلس الوطني عندنا بالشكل الذي رأيناه وعادي جداً أن يتم فك وتركيب مجلس القضاء وعادي أن تتقاتل الفصائل فتقسم الوطن وتمارس كل ما تملكه من فهلوة لإقناعنا بعدم جدارتنا بالاحترام وبالانتخابات وبصلاحيتنا لاختيار قيادة وربما بصلاحيتنا كمواطنين عندها .
عادي أن يتم اختيار رئيس لبلدية غزة في قاعة مغلقة وبفهلوة مفتوحة واقناعنا بأن ما حدث هو الشكل النموذجي في الاختيار بل أرقاها على الاطلاق وأن الديمقراطية التي تسكن وعينا وثقافتنا وممارساتنا كلها كانت تحتشد أسفل مقاعد قاعة رشاد الشوا وعبرت عن نفسها.
ما يحدث عندهم من عاديات الأشياء وما يحدث عندنا أيضاً من عادياته فهناك قيادة تحترم شعبها ولدينا قوى تحتقر شعبها ،ذلك هو حصادهم وهذا هو حصادنا ولازلنا نسأل ما السبب في كومة خرابنا ؟ يا للعجب...!!!