نابلس - نبيل عمرو - النجاح الإخباري - في لقاءاتي الإعلامية التي تتم على نحو يومي تقريبا، مع منابر فلسطينية وعربية وعالمية، اواجه محاورين تستند مرافعاتهم الى فكرة واحدة هي.. الفلسطينيون قادرون على تحقيق المعجزات. وعندما انكر هذا الطرح واعتبره مضرا بالشعب الفلسطيني وكفاحه الصعب امام خصوم اقوى منه بكثير، يستل محاوري من جعبته سهام اللغة ويسرد عليّ مراحل كفاح الشعب الفلسطيني التي احفظها عن ظهر قلب، ويختم بالقول انني استغرب لسماعي فلسطينيا ينفي فكرة ان الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق المعجزات.
فرسان اللغة النضالية وغالبيتهم ممن هجروا المواقع المتقدمة على الأرض، واستوطنوا المواقع البعيدة والامنة، يتصرفون مع الشعب الفلسطيني المتحد داخل الوطن وفي المنافي كما لو انه لا يعرف ابسط قواعد الحساب، وينتظر من فرسان الخطوط البعيدة توجيهات لغوية يحاولون من خلالها اقناع الناس بمعادلة مستحيلة تقول واحد زائد واحد يساوي الف. اخطر ما ينطوي عليه ذلك هو تبرير الاحجام عن رؤية الحقيقة بما يستتبع احجاما عن الملامسة الفعلية للعلاج، فمن يفترض معجزة تقلب الموازين وتغير المعادلات في زمن لا معجزات فيه فهو يقول للفلسطيني داخل الوطن وخارجه واصل النزف والالم والدوران في الحلقة المفرغة الى ان تأتي المعجزة. الفلسطينيون من بين كل شعوب العالم قدموا لقضيتهم اكثر بكثير مما هو في طاقتهم، ومارسوا حرب البقاء في ظل معادلات لو فرضت على غيرهم لتبددوا وتبخروا الا انهم وان ظلمتهم معادلات القوى الإقليمية والدولية الا انهم حققوا إنجازا يسجله العالم كله لهم، وهو البقاء على ارض الوطن والبقاء كرقم في المعادلة وعدم رفع الراية البيضاء مهما بلغت التضحيات.
الكفاح في ظل الظروف الصعبة والتفوق المادي للخصم، والتعقيد السياسي الذي تفرضه المعادلات له شرط أساسي هو اجادة الحسابات وليس استبدالها بالمقولات الانشائية غير المنطقية، فبالحسابات الصحيحة صنعنا ثورة في ظروف شديدة القسوة ، وبحساباتنا الصحيحة نفضنا الغبار عن قضيتنا ووضعناها بعد تجاهل طويل على طاولة الاهتمام الدولي، وبالحسابات الصحيحة وليس بالمزايدات اللغوية سنتجنب حتما رفع الراية البيضاء وسنمضي قدما نحو تحقيق اهدافنا، فالظروف المعاكسة ليست قدرا لا راد له. وأعود لأقول.. الفلسطينيون بحاجة الى الدعم الحقيقي وليس الى النفخ.