النجاح الإخباري - أطلقت اليونسكو، اليوم الثلاثاء، النسخة العربية من تقريرها حول الاتجاهات العالمية على صعيد حرية التعبير وتطوير وسائل الاعلام، وذلك في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، بالتعاون مع جامعة أوسلو للعلوم التطبيقية.
ويمثل التقرير خلاصة رصد انتهاكات حرية التعبير في العالم، وما يتعرض له المواطنون المستخدمون للإعلام الجديد، وكذلك الصحفيون العاملون في المؤسسات الإعلامية، في إطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لضمان حرية التعبير وحرية الصحافة، وحق الجمهور في المعرفة والحصول على المعلومات.
وسيتم إطلاق التقرير في ثلاث دول في العالم، وهي: جامعة بنجاب– لاهور في الباكستان، وجامعة ماكريري– كامبالا في أوغدنا، واليوم في جامعة النجاح الوطنية– نابلس في فلسطين.
وجرى اختيار جامعة النجاح الوطنية بناء على اتفاقية التعاون مع جامعة أوسلو للعلوم التطبيقية، حيث اعتبرت الجامعة مركزا مهما في العالم العربي لإطلاق التقرير في المنطقة العربية.
ومن خلال التقرير حول الاتجاهات في حرية وسائل الاعلام، أيدت الدول الأعضاء في اليونسكو عالمية الإنترنت، والمقصود بذلك هو أن يكون شبكة قائمة على حقوق الإنسان ومفتوحة ومتاحة للجميع.
وبرغم تعزيز الانترنت للتعددية، إلا أنه يثير القلق حول تدني مستوى الحيادية، نتيجة الاستخدامات الخاطئة له، وأشار التقرير إلى أن الانترنت وفر إمكانية كبيرة لوصول الناس إلى المعلومات وكرس مفاهيم مهمة، مثل حق الناس في الحصول على المعلومات والتعددية، وغيرها.
ويشير التقرير في المقابل إلى أن الإنترنت وفر لبعض الجهات إمكانية القيام بنشر خطاب الكراهية، وأشاد بالجهود التي تقوم بها جهات عديدة لبث الوعي حول الاستخدام الخاطئ للإنترنت، كما نوه إلى أن وسائل الإعلام تغتنم الفرصة “لإظهار ما تتميز به من قيمة مضافة مميزة، بوصفها مصادر موثوقا بها للمعلومات والتعليقات“.
وأشار الى أن الانترنت يتاح لحوالي 48% من سكان العالم، أي تقريبا نصف سكان العالم. وبين أن تمثيل المرأة في الاعلام ما زال ضعيفا، اذ يقتصر تمثيلهن على ربع أصحاب القرار، وثلث المراسلين الصحفيين، وخمس الخبراء الذين تجرى معهم المقابلات.
وفيما يتعلق بواقع الصحافة، أشار التقرير إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا ما بين عامي 2012-2016 بلغ 530 صحفيا، وهو عدد يدق ناقوس الخطر حول سلامة الصحفيين وأمنهم، منوها إلى أن تسعة أشخاص من أصل عشرة ممن يرتكبون انتهاكات بحق الصحفيين، يفلتون من العقاب.
وأوضح التقرير أن الصحفيين يتعرضون لمختلف أشكال المضايقات والعنف والتهديد، من اعتقال وتعذيب واختطاف والتهديد وحملات والتضليل وتشويه السمعة والرقابة، ولم يُغفل التقرير ما تتعرض له الصحفيات من تحرش ومضايقات واستهداف وحرمان من التمثيل في وسائل الإعلام.
وحذر التقرير من أن سياسات مكافحة الإرهاب تثير المخاوف من الحد من حرية التعبير، كما حذر من أن تزايد “انتقاد الشخصيات السياسية لوسائل الإعلام تشجع الرقابة، وتقوض مصداقية وسائل الإعلام”، في إشارة إلى ضغوط الحكومات والجهات المتنفذة على الإعلام، وأضاف ان المصالح التجارية والسياسية هي التي تتحكم في منح تراخيص البث الإذاعي.
وأشار إلى دور تعليم الصحافة في تعزيز معايير الاستقلال المهني، وحذر من التحديات التي تواجه التعليم نتيجة تقييد التمويل الخارجي لمشاريع تنمية وسائل الإعلام، حيث تلعب مشاريع التنمية الإعلامية دورا مهما في العملية التعليمية للصحافة.
وكانت الجامعة أقامت اليوم حفل اطلاق النسخة في مسرح الأمير تركي، بحضور وزير العدل علي أبو دياك، وممثل مكتب اليونسكو لدى فلسطين د.لودوفيكو فولن، ونائب القنصل العام السويدي في القدس توماس برونندن، وممثل جامعة أسلو للعلوم التطبيقية د.برنت ايدي.
وقال أبو دياك في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء، إن اطلاق النسخة العربية لهذا التقرير من فلسطين يعد تكريما للشعب الفلسطيني الذي خاض أطول مرحلة نضالية من أجل الحرية والعدالة.
وأضاف: “شعبنا ضرب أروع الأمثلة من النضال والكفاح من أجل حرية التعبير، ونيل حقوقه في كافة أشكاله”.
وقال: إن مبدأ سيادة القانون أساس الحكم في فلسطين، ونص على ضمان حرية الرأي والتعبير وحرية وسائل الاعلام المختلفة، وحرية النشر والتوزيع.
وأضاف أن رئيس دولة فلسطين هو أول رئيس عربي يوقع على اتفاقية الحرية والتعبير عام 2016.
وأكد أبو دياك أن الحكومة الفلسطينية تعكف على تحديث التشريعات الناظمة لحرية الاعلام ومواءمتها مع المواثيق الدولية، لضمان حرية الاعلام في فلسطين.
ولفت إلى أن اطلاق هذا التقرير يأتي في مرحلة حرجة تواجه القضية الفلسطينية، وشعبنا يقف في مواجهة اعلان ترامب الذي شرع الاحتلال والاستيطان، وانتهاك حقوق شعبنا.
ودعا أبو دياك منظمة الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها لإنهاء الاحتلال والاستيطان، وتأمين الحماية لشعبنا الفلسطيني والصحفيين.
من جهته، قال القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح د. ماهر النتشة إن الجامعة تعتز لإطلاق هذه النسخة من داخلها لأنها تحمل رمزية متطورة في احترام وتقدير حرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر.
وأضاف أن حرية التعبير حق انساني أساسي يصب في مصلحة العامة وهي مكون جوهري من مكونات التنمية المستدامة.
من جهتها، قالت يدل إن الاعلام يواجه تحديات كبيرة من الظلم وعدم الحرية الكاملة للتعبير.
وأجمع المتحدثون على أن اطلاق التقرير له أهمية كبيرة في مراعاة حرية التعبير وتطوير وسائل الاعلام والحماية المطلوبة للصحفيين.
وأطلق في نهاية الاحتفال مبادرة الأمن والأمان على شبكة الانترنت.