هبة محمود منصور - النجاح الإخباري -
في ظلّ فصل الشتاء القارس، وتحت زخات المطر ينتظر العشرات من المواطنين بل مئات من الطلبة والموظفين سيارات عموية لتنقلهم إلى أماكن دراستهم وعملهم، ولكنَّ الانتظار يعطلهم ويأكل وقتهم لنطرح سؤال، أزمة المواصلات إلى متى؟
باتت أزمة المواصلات في مدينة نابلس ظاهرة تتربع على عرش المشاكل الكارثية، وتتمركز بشكل كبير أمام الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية "الأكاديمية"، وفي مركز المدينة " المجمع التجاري" حيث أصبحت معاناة يومية، تتوافد الشكاوي عليها سعيًا لايجاد حلّ جذري لتلك الظاهرة، ولكن حتى هذه اللحظة لم تصدر أيَّة ردة فعل تجاه المشكلة.
وتصف دعاء- طالبة في جامعه النجاح الوطنية- مأساتها قائلةً: " أخرج كل يوم قبل بساعه كاملة من موعد محاضرتي وأذهب إلى المجمع نابلس التجاري، لأنتقل بسيارة عموميه ويطول انتظاري قرابة نصف ساعة حتى لأحظى بسيارة، بسبب التدافع بين الطلبة والموظفين".
وتضيف، "وعندما ينتهي دوامي أنتظر قرابة نصف ساعة أخرى قبل خروجي من الجامعة على أمل أن تقل الأزمة، ولكن أخرج وأرى مئات الطلاب ينتظرون لتتكرر المعاناة".
وأما الطالبة عريب، تقول" أنا أسكن في منطقة أول رفيديا ومع ذلك أتأخر عن محاضرتي نصف ساعة في انتظار سيارة عمومية، لأن عددًا كبيرًا منها يأتي محمّلًا بالركاب، وكثيرًا ما تتوقف سيارة إلا أنَّهم يستغلون الأزمة الصباحية ويقومون بأخذ أجرة طلب عشرة شواقل".
ووضح نائب رئيس النقابة العامة لعمال النقل في محافظة نابلس ومشرف خط رفيديا السيد كاظم حموضة أنَّ أزمة المجمع سببها من خارج المجمع وليس من داخله، بسبب عدم انتظام وقوف السيارات مما يؤدي إلى حدوث أزمة مواصلات وتحديدًا في شارع سفيان، ويعود أيضًا إلى مخالفة السيارات في قطع الشارع وتحديدًا عند المقبرة الغربية".
خطة جديدة لتخفيف أزمة المواصلات:
وأضاف حموضة: "قمنا بتقديم خطة لبلدية نابلس بأن يتم وضع حدائد "درابزينات" ووضع خط أبيض للمشاة، وطالبنا الحاج عدلي يعيش بإعاده النظر بالخطة المروريه الحاليّة وقدمنا خطة مغايره تمامًا لها، وننتظر الرد على ذلك".
وبين السائق إبراهيم قائلاً: "حتى نحن السائقون نعاني من الأزمة فالطريق من الأكاديمية إلى المجمع يأخذ نصف ساعة على الأقل، و سبب الأزمة هو عدم وجود موقف جاد وعملي من بلدية نابلس حيث يأتي كل فترة مهندس جديد ويقوم بتطبيق خطة مغايره لمن قبله من المهندسين دون الأخذ بعين الاعتبار دراسة جادة للأزمة وتتركز الأزمة في المنطقة الشرقية بالإضافه إلى شارع الفاطمية".
ومن جانبٍ آخر تشير مهندسة الطرق والمرور في بلدية نابلس، رانية دولة إلى أنَّ أزمة المواصلات مشكلة قديمة وليست حديثة، حيث إنَّ شوارع المدينة مخططه ومفتوحه وخاصة شارع فيصل من أكثر من ثلاثين سنة، فاحتياجات المدينة في ذلك الوقت تختلف تماماً عمّا هي عليه في الوقت الحالي، فعدد الناس والحركة الطلابية والتجارية في هذا الوقت لا يتناسب مع ما تمَّ انشاؤه سابقًا".
بناء جسور وعمل نفق للسيارات لحل المشكلة
وأضافت المهندسة رانية: "الحلول ليست بتلك السهولة، فالازدحام العمراني يعيق عملية توسعة الشوارع، فيجب إيجاد حلول مختلفة ومدروسة، تتمثل بالاتجاه لعمل جسر أو نفق للسيارات وحل مشكلة المشاه عن طريق إشارة ضوئية أو كما يتم العمل في البلدان الأخرى وضع باصات صغيرة تنقل عدد من الناس عوضاً عن السيارات التي تقوم بنقل أربعة ركاب فقط مما يؤدي إلى التقليل من الأزمة وتوفير الوقت".
وأنهت دولة حديثها أنَّه يعود سبب هذه الأزمة هي عدم التزام المواطنين، وسعت الشوارع لا تكفي، والنقل العام والمجمعات القريبة من مركز المدينة جميعها تشكل مشكلة وأزمة مرورية خانقة".