النجاح الإخباري - توفي، مساء اليوم الخميس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس بلدية نابلس الأسبق غسان الشكعة.

وذكرت عائلة الشكعة، أنه سيتم تشييع جثمانه بعد صلاة الجمعة من مسجد الشهداء الى المقبرة الغربية، فيما تقبل التعازي للرجال في ديوان آل الشكعة لمدة خمسة أيام بعد صلاة العصر، وللنساء في منزله مقابل جامعة النجاح لمدة أسبوع.

وجاء في بيان أصدرته العائلة:
"وبشر الصابرين اللذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون 
بقلوب يعتصرها الالم والحسرة، ينعى ال الشكعة في الوطن والخارج الى أهالي نابلس والشعب الفلسطيني ابن نابلس البار المحامي غسان وليد الشكعة "ابو الوليد" رئيس بلدية نابلس الأسبق، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي انتقل الى الرفيق الأعلى بعد حياة قضاها في خدمة شعبه واهله في فلسطين ونابلس. 
وسيتم تشييع جثمانه الطاهر من بعد صلاة الجمعة من مسجد الشهداء الى المقبرة الغربية. 
تقبل التعازي للرجال في ديوان ال الشكعة لمدة ٥ ايام من بعد صلاة العصر. وللنساء في منزله مقابل جامعة النجاح لمدة أسبوع". 

من جانبه قال منسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، عبر صفته على فيسبوك: "بمزيداً من الحزن والآسى ... ينعى حزب الشعب الفلسطيني .. المرحوم الأستاذ المناضل غسان وليد الشكعة ابو وليد عضو الجنة التنفيذيه المنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس بلدية نابلس الأسبق .. الف رحمة وألف سلام لروحك الطاهرة ..".

فيما قال القائم بأعمال رئيس ديوان رئيس الوزراء، سائد الكوني في منشور له على صفحته على فيسبوك: " أنه لم يكن سهلاً على قائد وطني مُخضرم، وعضو لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن ينصاع كرئيس بلديةٍ لتعليمات وزيراً للحكم المحلي من جيل أبنائه، وعضواً سابقاً في القائمة الإنتخابية المنافسة له في إنتخابات المجلس البلدي لمدينة نابلس، رغم محبته وإحترامه الشديدين لي، وكونه من أوائل المتصلين بي حالما تم تكليفي، مباركاً ومعلناً تعاونه ودعمه المطلقين لي كـ "إبن بلد أصيل" حسبما كان يُحب أن يناديني. فكان يُناوش معي من بعيد لبعيد، ولكن في حضوري كان يُبدي كل المحبة والمودة والاحترام والتعاون".

وأضاف: "صادف أن كُنا على نفس الطائرة المتجهة من مطار الملكة علياء الدولي إلى باريس لحضور مؤتمراً هاماً للحكم المحلي في مدينة دنكرك بفرنسا في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2013، وكنت لوحدي من الوزارة بينما كان يرافقه عضو مجلس بلدي ومستشاراً له، وبعد إقلاع الطائرة وتقديم وجبة الطعام أُطفئت أنوار الطائرة الداخلية، وحاولت أخذ غفوة أريح بها جسدي وأستعد لما هو قادم، أغمضت عينيّ وكنت نائماً صاحياً، وشعرت بأبي الوليد يُغادر مقعده ليعود بعد قليل، وهو يحسب أنني نائم، ولم أكن أضع غطاءاً حولي، فما كان منه إلا أن أحضر واحداً وغطاني به، ولم أشاء أن أفسد عليه صنيعه، لأعلم بعدها بقليل أنه كان قد ذهب ليتفقد خليليه أيضاً".

وتابع: "لم أحدثه كما لم أحدث غيره بصنيعه هذا معي، وهو الذي لا يحب أن يُمدح أو يُشكر، ولكني زدت له حباً وإحتراماً وتقديراً وقُرباً، وأما اليوم وهو ذاهبٌ إلى أرض الحق ولا أرجو منه نفعاً فأحدث للتاريخ ذكرى رجلٌ من الزمن الأصيل، أحب وأخلص لمدينته ووطنه وشعبه فأحبوه وأجلوه وأحترموه أنه أبو الوليد، غسان الشكعة رحمه الله".

ونعت عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي، المناضل الوطني الكبير المحامي غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس بلدية نابلس الأسبق، وتقدمت من أسرته وذويه ومحبيه بالتعازي القلبية الصادقة.

وقالت في بيان لها، "تلقينا ببالغ الحزن والأسى وعميق التأثر، وفاة الشكعة أحد أبرز رموز الحركة الوطنية، المناضل الشرس والشجاع الذي كرس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ووقف في وجه القهر والظلم والاستبداد الإسرائيلي".

وأشارت عشراوي إلى مساهمات الشكعة التاريخية في دعم الحقوق الفلسطينية العادلة، وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما نعى الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، المناضل الشكعة. وأكد عمق انتماء الفقيد الكبير لوطنه فلسطين، ودفاعه المتواصل عن قضية شعبه الوطنية العادلة وتمسكه وإصراره على الوحدة الوطنية، وعلى الحقوق الوطنية العادلة المشروعة لشعبنا.

وقال مجدلاني، إننا نفتقد رجلا وطنيا شجاعا، شارك في مراحل الثورة الفلسطينية، وكان رمزا وطنيا مشهودا له بالكفاءة والإخلاص، مدافعا شرسا عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية.

كما نعى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب الأمينة للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" صالح رأفت، الراحل الكبير.

وأكد رأفت على المسيرة النضالية والتاريخية الحافلة للقائد الراحل الشكعة. وقال إن وفاة الشكعة تعد خسارة وطنية كبيرة، فمشواره الكفاحي كان برفقة الشهداء العظماء ياسر عرفات وخليل الوزير.

عن حياته

ولد الراحل غسان الشكعة يوم 10 فبراير/شباط 1943 في مدينة نابلس، ودرس المرحلة الأساسية في مدارس نابلس، ثم انتقل إلى بيروت لمواصلة دراسته الجامعية، ونال هناك درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة بيروت العربية عام 1971.

وعمل بعد تخرجه موظفا في البنك العربي في بيروت بين عامي 1969 و1972، وفيما أصبح بعد ذلك عضوا في اللجنة الفرعية لنقابة المحامين العرب في مدينة نابلس، وانتخب نقيبا للمحامين الفلسطينيين ثلاث مرات متتالية خلال الفترة بين 1986 و1994، ولاحقا شغل منصب رئيس بلدية نابلس بين عامي 1994 و2004.
وترأس الاتحاد الفلسطيني للسلطات المحلية بين عامي 2002 و2004، ثم أصبح مسؤول العلاقات القومية والدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس اللجنة البرلمانية لملف الانسحاب من غزة عام 2005، ثم أعيد انتخابه رئيسا للاتحاد الفلسطيني للسلطات المحلية في عام 2013.
وبدأ الشكعة حياته السياسية في صفوف حركة فتح، وعلى ذلك اعتقل وحكم عليه بالسجن. ومع مجيء السلطة الفلسطينية خاض الانتخابات التشريعية ضمن قائمة الحركة وفاز بعضوية المجلس.
وتعرض غسان الشكعة للاعتقال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1981، ودام اعتقاله خمسة عشر شهرا بتهمة الانتماء إلى حركة فتح وممارسة نشاطات رافضة للاحتلال.

وخاض أول انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 وفاز عن محافظة نابلس، وفي نفس العام أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وترأس في أكتوبر/تشرين الثاني 2012 كتلة القائمة المستقلة، وخاض الانتخابات البلدية ليفوز بمقاعد مجلس بلدية نابلس، ويصبح مرة أخرى رئيسا منتخبا لمجلسها البلدي الذي تأسس عام 1869.