نابلس - النجاح الإخباري - عادت ممثلة ومخرجة روسية إلى الأرض اليوم الأحد بعد أن أمضت 12 يومًا في تصوير مشاهد في محطة الفضاء الدولية (ISS) لأول فيلم في المدار.
وإذا استمر المشروع على المسار الصحيح، فإن الطاقم الروسي سيتغلب على مشروع هوليود الذي أعلن عنه العام الماضي نجم "المهمة المستحيلة" توم كروز بالتعاون مع ناسا وسبيس إكس إيلون ماسك
وكانت الممثلة يوليا بيريسيلد (37 عامًا) والمخرج السينمائي كليم شيبينكو (38 عامًا) انطلقا من قاعدة بايكونور الفضائية المؤجرة لروسيا في كازاخستان السوفياتية السابقة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث سافرت إلى محطة الفضاء الدولية مع رائد الفضاء المخضرم أنطون شكابليروف لتصوير مشاهد "التحدي".
وتدور حبكة الفيلم، التي ظل معظمها طي الكتمان جنبًا إلى جنب مع ميزانيته، حول جراح أُرسل إلى محطة الفضاء الدولية لإنقاذ رائد فضاء. يقال إن شكابليروف (49 عامًا) ورائدي الفضاء الروسيين اللذين كانا بالفعل على متن محطة الفضاء الدولية كان لهما أدوار كبيرة في الفيلم.
وعندما رست مركبة طاقم الفيلم في محطة الفضاء الدولية في وقت سابق من هذا الشهر، كان على شكابليروف التحول إلى التحكم اليدوي. وقال متحدث باسم ناسا لوكالة الأنباء الروسية تاس إنه عندما أجرى مراقبو الطيران الروس، أول أمس الجمعة، اختبارًا على مركبة الفضاء "سويوز إم إس-18" التي كان من المقرر أن تنقل الطاقم إلى الأرض، أطلق صاروخ السفينة بشكل غير متوقع وزعزع استقرار محطة الفضاء الدولية مدة 30 دقيقة، لكن المتحدث قال إن مغادرتهم ستمضي قدما كما هو مقرر.
وقال المتحدث إن بيريسيلد وشيبينكو سيودعان طاقم محطة الفضاء الدولية مساء السبت ويشرعان في الإنزال الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش، وسيتولى رائد الفضاء أوليج نوفيتسكي -الذي كان في محطة الفضاء منذ 6 أشهر- مرافقتهما إلى المنزل، وكان من المقرر أن يهبط في كازاخستان اليوم الأحد في الساعة 04.36 بتوقيت غرينتش.
وقال كونستانتين إرنست، رئيس القناة الأولى الموالية للكرملين والمنتج المشارك لبرنامج "التحدي" للفرنسية، إن طاقم الفيلم سيوثق هبوطهم وسيظهر أيضا في الفيلم.
وإذا نجحت المهمة ستضيف إلى قائمة طويلة من الأوائل لصناعة الفضاء الروسية، فقد أطلق السوفيات أول قمر صناعي سبوتنيك، وأرسلوا إلى المدار أول حيوان، كلب اسمه لايكا، والرجل الأول يوري غاغارين وأول امرأة فالنتينا تيريشكوفا.
ولكن بالمقارنة مع الحقبة السوفياتية، كافحت روسيا الحديثة للابتكار وتكافح صناعة الفضاء لديها لتأمين التمويل الحكومي مع إعطاء الكرملين الأولوية للإنفاق العسكري.
ولا تزال وكالة الفضاء التابعة لها تعتمد على التكنولوجيا ذات التصميم السوفياتي، وقد واجهت عددًا من الانتكاسات، بما في ذلك فضائح الفساد وعمليات الإطلاق الفاشلة.
كما تتخلف روسيا في سباق الفضاء العالمي، فهي تواجه منافسة شديدة من الولايات المتحدة والصين، إذ تُظهر بكين طموحات متزايدة في هذه الصناعة. وتعرضت وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس لضربة بعد أن نجحت شركة "سبيس إكس" العام الماضي في تسليم رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك أنهى احتكار موسكو للرحلات إلى المحطة المدارية.
وفي محاولة لتحسين صورتها وتنويع إيراداتها، كشف برنامج الفضاء الروسي هذا العام أنه سيعيد إحياء خطته السياحية لنقل المغامرين الذين يدفعون رسومًا إلى محطة الفضاء الدولية.
وبعد توقف دام عقدًا من الزمان، سترسل روسيا سائحين يابانيين، بمن في ذلك الملياردير يوساكو مايزاوا، إلى محطة الفضاء الدولية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، متوّجًا عامًا كان علامة فارقة في سفر الهواة إلى الفضاء.