وكالات - النجاح الإخباري - حذر الخبراء من عاصفة شمسية كبرى حتمية، مشيرين إلى أن العالم غير مستعد لطقس الفضاء القاسي الذي يمكن أن يشل تكنولوجيا الكوكب ويعطل الاقتصاد بما يصل إلى تريليونات الدولارات.
وفي كثير من الأحيان، تطلق الشمس توهجا شمسيا يطلق بدوره الطاقة في الفضاء. ويمكن لبعض هذه التوهجات الشمسية أن تضرب الأرض، وفي الغالب تكون غير ضارة لكوكبنا. ومع ذلك، يمكن للشمس أيضا إطلاق توهجات شمسية قوية جدا بحيث يمكنها شلّ تكنولوجيا الأرض.
وكشفت الدراسات السابقة أن الشمس تطلق شعلة شمسية شديدة كل 25 عاما في المتوسط، وكان آخرها، التي ضربت الأرض، في عام 1989.
وشهدت هذه العاصفة انقطاع التيار الكهربائي في كيبيك بكندا، حيث يمكن للصخور الموصلة على الأرض أن تحمل الطاقة الزائدة من الدرع المغناطيسي وتجرفها إلى الشبكة الوطنية.
وعلاوة على ذلك، يمكن لعاصفة شمسية شديدة أن تسقط أنظمة الأقمار الصناعية، حيث يمكن لقصف الجسيمات الشمسية أن يوسع الغلاف المغناطيسي للأرض، ما يصعب على إشارات الأقمار الصناعية اختراقه.
وفي حين أنه من المستحيل التنبؤ بموعد ومكان حدوث عاصفة شمسية ضخمة، إلا أنه من المحتم أن تضرب عاصفة الكوكب في المستقبل.
وعلى هذا النحو، أعرب الخبراء عن أسفهم لعدم الاستعداد لحدث طقس فضائي شديد، محذرين من أنه قد يكلف تريليونات الدولارات ويسبب حالة من الذعر على نطاق واسع.
وقالت شركة استشارات المخاطر Drayton Tyler إن السؤال المتعلق بالعاصفة الشمسية الخارقة هو "متى ستحدث؟" وليس "هل ستحدث بالفعل؟".
وأضافت الشركة: "في أسوأ الحالات، من المرجح أن تصل التكاليف المباشرة وغير المباشرة إلى تريليونات الدولارات مع فترة استرداد تصل إلى سنوات بدلا من شهور. وتقدر الأكاديمية الملكية للهندسة في المملكة المتحدة احتمال وقوع حدث بهذا الحجم بواقع واحد من كل عشرة في أي عقد".
ودعت Drayton Tyler الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى وضع خطط عندما يحدث مثل هذا الحدث الذي لا مفر منه.
وفي الوقت الحالي، يمكن القول إن الولايات المتحدة فقط شبه مستعدة. وقال مؤلف التقرير هنري دودز: "نعتمد الآن بشكل كبير على الأقمار الصناعية للملاحة والاتصالات وإشارات الوقت الدقيقة للخدمات المالية، وتعطل الأقمار الصناعية يعني تعطل إمدادات الغذاء والوقود والمعاملات المصرفية وحتى قدرة الحكومة على إيصال ما يحدث".
وأضاف: "رأينا في الماضي أن العواصف الشمسية الكبيرة يمكن أن تتسبب في انفجار محولات الطاقة، لكن المخاطر على البنية التحتية التي نعتبرها جميعا من المسلمات من عاصفة شمسية شديدة أكبر الآن من أي شيء نشهده في العصر الحديث".
وتابع: "يجب على الحكومات والقطاع الخاص الالتفاف حول هذه المشكلة والتأكد من استعدادها المناسب".