النجاح الإخباري - عرض الخباز الخمسيني، ستيفان رافاكلي من مدينة بزانسون شرقي فرنسا، نفسه للخطر وخوض إضراب عن الطعام لأكثر من أسبوع، احتجاجا على رغبة السلطات في طرد تلميذه الغيني.
رافاكلي الذي ربح المعركة واستطاع تسوية وضع لاي فودي تراوري، الغيني البالغ من العمر 18 عامًا، ليس سياسيا ولا فاعلا جمعويا بل هو فقط "صاحب قلب كبير" كما وصفته كل وسائل الإعلام الفرنسية.
"فقدت حوالي ثمانية كيلوغرامات منذ بدء إضرابي عن الطعام، وتعرضت لوعكة صحية في اليوم السابع نقلت على إثرها إلى المستشفى، لم يكن يهمني سوى حماية شاب وصل إلى فرنسا وسنه لا يتعدى 16 عاما، تكلفت به الدولة الفرنسية باعتباره قاصرًا. وفي سن 18، يكتشف أنه ليست لديه أوراق إقامة وعليه مغادرة البلاد. إنه نفاق جميل، لقد منحناه حلماً ثم دمرناه". هكذا يحكي الخباز الفرنسي متأسفا تفاصيل معركته لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويضيف "لم أخض المعركة وحيدا، فقد أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عريضة لصالح الخباز الشاب جمعت أكثر من 220 ألف توقيع، كما دعت شخصيات من العالم السياسي والنقابي والفني والأدبي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مساعدتي عبر عمود نُشر في جريدة "L’Obs".
وبفضل هذه التعبئة، حصل تراوري من السفارة الغينية على "شهادة ميلاد"، ثم أعادت المحافظة النظر في موقفها خصوصا أنها كانت تعتبر أن وثائق هوية الشاب غير أصلية بحسب رافاكلي، الذي أوقف إضرابه عن الطعام بعد أن راسلته الولاية بالخبر السار.
بالنسبة إلى لاي، الذي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" بابتسامة على وجهه، شبه انتصاره بولادة جديدة: "لم أعتقد يوما أنني أستطيع مقابلة شخص قد يعرض حياته للخطر من أجلي. وعندما فزنا في هذه المعركة، كان الأمر كما لو كنت قد ولدت للتو. أنا سعيد جدا بهذا القرار".
وتابع: "لقد مررت بوقت عصيب ومخاطر كثيرة بعد أن غادرت غينيا، إذ مررت بمالي وليبيا وعبر البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، قبل الالتحاق بفرنسا. أنا أومن بأن الحياة تتطلب القتال والعمل الجاد. وأنا ممتن للغاية لستيفان رافاكلي، الذي شاركني مسيرة الكفاح من أجل مستقبل مليء بالأمل".
ويؤكد تراوري أنه أصبح اليوم يحب مهنة الخبازة ويسعى إلى الحصول على شهادة في هذا المجال بعد نهاية التدريب الصيف المقبل، كما أنه حصل على وعد عمل من طرف معلمه رافاكلي.
ويقول الخباز ستيفان رافاكلي إنه قطع وعدا على نفسه لمواصلة الكفاح من أجل كل الشباب الذين هم في نفس الوضعية في أماكن أخرى في فرنسا.
ويختم حديثه بنبرة العازم: "قبل وصول لاي، لم أكن مهتمًا بشكل خاص بمصير هؤلاء الشباب، لكن اليوم تغيرت تظرتي للأمور، ولهذا فتحت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم "أرباب عمل متضامنون"، من أجل الوصول إلى أرباب العمل الراغبين في تقديم يد العون للمتدربين أمثال لاي، ولحد الساعة توصلنا بالعشرات من طلبات المساعدة القانونية، وسنكون لهم خير معين".