النجاح الإخباري - تناولت العديد من الدراسات موضوع قصة ظهور وباء كورونا المستجد، وخاصة مع تحوُّل "كوفيد 19" من حالات الإصابة الأولى في عاصمة مقاطعة هوبي الصينية إلى جائحة أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص حتى الآن.
وهنا نقدم لكم بعض هذه الدراسات الرئيسية التي شارك فيها كبار العلماء في العالم :
هل نشأ في الخفافيش حقا؟
يقول البروفيسور ستيفن تورنر، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة موناش الأسترالية، إن "السبب الأكثر ترجيحا هو أن الفيروس نشأ في الخفافيش"، لافتا إلى أن "عند هذه النقطة ينتهي اليقين".
وحول فرضية أن الفيروس ظهر في سوق الحيوانات الحية في ووهان من تفاعل بين حيوان وإنسان، يقول تورنر: "لا أعتقد أنه أمر مؤكد بأي وسيلة".
ويضيف: "جزء من المشكلة هو أن المعلومات ليست جيدة مثل المراقبة"، مضيفا أن الفيروسات من هذا النوع تنتشر طوال الوقت في مملكة الحيوان.
يلفت تورنر إلى أن إصابة الفيروس لنمر في حديقة حيوان بنيويورك تُظهر كيف يمكن للفيروسات الانتقال بين الأنواع المختلفة: "إن فهم اتساع الأنواع التي يمكن أن يصيبها هذا الفيروس أمر مهم لأنه يساعدنا على تضييق نطاق مصدره".
يقول العلماء أنه من المرجح للغاية أن الفيروس جاء من الخفافيش ولكنه مر أولا عبر حيوان وسيط بنفس الطريقة التي انتقل بها فيروس سارس 2002، من خفافيش حدوة الحصان إلى"قط الزباد" قبل إصابة البشر.
المضيف الوسيط
آكل النمل الحرشفي، هو أحد الحيوانات المتورطة باعتبارها المضيف الوسيط بين الخفافيش والبشر، ويعتبر أكثر الحيوانات الثديية التي تباع بشكل غير شرعي، حيث يُستخدم في كل من الطعام والطب التقليدي على السواء.
يقول الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة إن:
"حيوان آكل النمل الحرشفي هو أكثر الثدييات تداولا في العالم بشكل غير قانوني، وتكتسب مكانة بسبب لحومها والخصائص الطبية المزعومة لقشورها".
وبحسب مجلة Nature العلمية، لم يدرج آكل النمل الحرشفي في قائمة السلع التي يتم بيعها في ووهان، على الرغم من أنه قد يكون متعمدًا لأنه من غير القانوني بيعه.
ويشدد البروفيسور إدوارد هولمز من جامعة سيدني، المشارك في دراسة مجلة "نيتشر" التي فحصت الأصول المحتملة للفيروس من خلال النظر في الجينوم (المحتوى الوراثي) الخاص به، على أن هوية الأنواع التي كانت بمثابة وسيط المضيف للفيروس "ما تزال غير مؤكدة".
إذ تطورت الخاصية التي مكنت الفيروس من الالتصاق بالخلايا البشرية في القطط والجاموس والأبقار والماعز والأغنام والحمام، على غرار آكل النمل الحرشفي بحسب دراسة إحصائية أجريت على هذه الخاصية.
بينما زعمت دراسة أخرى أنها استبعدت آكل النمل الحرشفي كوسيط تماما، لأن عينات الفيروسات المماثلة المأخوذة منه تفتقر إلى سلسلة من الأحماض الأمينية التي شوهدت في الفيروس المنتشر الآن في البشر.
في حين اقترحت الدراسة، التي عمل عليها هولمز، أن السيناريو الذي تفاعل فيه الإنسان في سوق ووهان مع حيوان يحمل الفيروس كان نسخة واحدة فقط من قصة أصل "كوفيد 19".
إذ أن احتمال أن يكون أحد سلالات الفيروس قفزت إلى البشر ثم تكيفت مع انتقاله من إنسان إلى إنسان هو أصل آخر للقصة.
وتقول الدراسة: "بمجرد حدوث ذلك، خلال عمليات التكيف تمكن الوباء من التنقل وإنتاج مجموعة كبيرة بما فيه الكفاية منه لتفعيل نظام سيطرة ليتمكن من التحول".
وقد وجد تحليل لأول 41 مريضا بالفيروس، نُشِرَ في مجلة "لانسيت" الطبية أن 27 منهم تعرضوا بشكل مباشر لسوق ووهان.
لكن التحليل نفسه وجد أن أول حالة معروفة من المرض لم تكون كذلك، الأمر الذي قد يكون سببا آخرًا للشك في القصة الثابتة.
يقول البروفيسور ستانلي بيرلمان، عالم المناعة في جامعة أيوا الأمريكية وخبير في تفشي الفيروسات التاجية التي نشأت من الحيوانات، إن فكرة أن يكون ارتباط الفيروس بسوق ووهان مصادفة "لا يمكن استبعادها" ولكن هذا السيناريو "يبدو أقل احتمالا" بسبب العثور على المادة الوراثية للفيروس في بيئة السوق.
يشار إلى إن ما يسمى بالأسواق الرطبة - حيث يتم تداول الحيوانات الحية - تسببت في نشر الوبائيات السابقة من الفيروسات التاجية، ولا سيما سارس.