النجاح الإخباري - شرع سكان مدينة أرضروم شمال شرق تركيا في إحياء "ألف ختمة وختمة - Bin bir hatim"، حيث تتم قراءة القرآن لمدة شهر كامل في المنازل والمساجد في المدينة.
وبحسب سكان محليين فإن هذا التقليد عمره نحو 500 عام ويقوم فيه حفّاظ قرآن بقراءته على ظهور الخيل، أما عامة الناس فيقرؤونه في مسجد "أولو -Ulu" التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس الهجري والثاني عشر الميلادي، وتبلغ مساحته 2216 مترًا مربعًا.
وكشفوا بأن هذا التقليد بدأ على يد عالم يدعى "بير علي بابا" في سنة تعرضت المدينة فيها لزلزال، فكان يتلو القرآن وهو يتجول في أنحاء المدينة على ظهر الحصان ويدعو الله ليحمي المدينة من الكوارث الطبيعية والحروب والأمراض، وكان يقول: "إذا قرأ ألف خاتم القرآن كل عام، لعل الله تعالى يحمي هذا البلد على وجه الخصوص من الزلزال".
وكان حاكم أرضروم في تلك الفترة هو سيف الدين عزيز أوغلو، الذي وجّه بتبنّي هذا التقليد الذي ظل مستمرًا حتى بداية عام 1900، حين بدأت الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك استؤنف هذا التقليد بتعليمات من مفتي أرضروم محمد صادق سولاكزاد أفندي، بإذن من مصطفى كمال أتاتورك حتى يومنا هذا.
عاش بير علي بابا، في فترة حكم السلطان العثماني ياووز سليم وابنه السلطان سليمان القانوني، وكانت تلك الفترة هي فترة صعود وتطور الدولة العثمانية ليس في الفتوحات فقط بل في مجالات العلوم، والفن، والأدب، والأعمال المستمرة التي ظل أثرها حتى يومنا هذا.
وفي هذا العام (2019) على الرغم من تساقط الثلوج، بدأت قراءة القرآن عند قبر "بير علي بابا" على ظهور الخيل بعد صلاة الفجر في 13 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ورفعت الأيادي إلى السماء، وستستمر القراءة لمدة شهر كامل لتنتهي في 17 كانون الثاني/ يناير 2020.
وعن سبب إحياء هذا التقليد، قال مفتي أرضروم حسن حسين سولا: "حدث في ذلك الوقت زلزال، وعلى إثر ذلك انتشرت كارثة وبائية. وليرفع الله البلاء، قرأ ألف خاتم القرآن بتوجيه من العالم بير علي بابا، ليحمي الله البلاد و يحفظها".
كما أشار رئيس بلدية أرضروم "أوكاي ميمس" إلى أن "بير علي بابا" هو أحد أكبر العلماء الذين ساعدوا في نشر تعاليم الإسلام بالأناضول، وقال: "نحن نرى أن استمرار قراءة القرآن والصلوات، التي بدأت في عام 1500 بهدف الحماية من الكوارث بأمر وتوجيه بير علي بابا، أمرًا قيمًا للغاية، فإن كلمة "اقرأ" هي الوصية الأولى في ديننا".
وذكر والي أرضروم محمد سيكمن: "تقليد ألف ختمة وختمة من التقاليد الجميلة والروحانية لأرضروم، فكل مجتمع لديه تقاليد وعادات، وعلينا أن نحرص على ضمان استمرار هذا التقليد، حيث تتم قراءة القرآن في المساجد والمنازل".