النجاح الإخباري - أكدت دراسة حديثة أن الاضطرابات المالية تساهم في تسريع عملية الشيخوخة، وأن الأشخاص الذين يعانون من المشاكل الاقتصادية لمدة 4 سنوات متتالية، تظهر علامات الشيخوخة عليهم أسرع من غيرهم، في حين لا تظهر على نفس الفئة العمرية من الذين لم يتعرضوا لضائقة مالية!.
يستخدم مصطلح الشيخوخة المتسارعة أو المبكرة، لوصف الأشخاص الذين يعانون من ضعف في القدرة الجسدية في سن مبكرة، بالإضافة إلى الضعف في الوظائف الإدراكية، وزيادة مستويات الالتهابات في الدم.
ربط العلماء بين علامات هذه الالتهابات كزيادة مستويات بروتين سي التفاعليأو (CRP)، والانترلوكين المتواجد في خلايا الدم البيضاء وبدوره يحفز الجهاز المناعي للجسم، ويسبب العديد من الأمراض مثل العدوى والسرطان.
ترجع الشيخوخة المبكرة أيضًا إلى ظواهر مجتمعية، لا سيما في المجتمعات الغربية، نظرا لتكاليف الرعاية الصحية الباهظة، والتي تؤثر بالسلب على البالغين الأكبر سنا. لذلك عكف مجموعة من الباحثين في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، على دراسة المسألة؛ لمعرفة مدى تأثر البالغين في منتصف العمر بالصعوبات الاقتصادية، وهل يتأثر بها غيرهم من الذين لا يعانون من مشاكل اقتصادية في نفس الفئة العمرية.
بحسب ريكا ليود، المشرف على الدراسة: "أجريت هذه الدراسة على الأشخاص ذوي الدخل المنخفض نسبيًا، وبلغ عددهم 575 من البالغين في منتصف العمر، منهم 18٪ يعانون من الفقر، وتم تحديد عوامل الشيخوخة عن طريق تحليل الوظائف الجسدية والمعرفية، فضلا عن المهارات البدنية المختلفة".
خلص الباحثون إلى أن جميع الأشخاص يتمتعون بوظائف جسدية جيدة، بغض النظر عن تعرضهم لمشاكل مالية أو يعانون من الفقر، لكن أولئك الذين مروا بضائقة مالية، زادت مستويات الالتهابات في دمائهم بشكل ملحوظ.
ما يعني أن الأشخاص الذين يعانون من أزمات اقتصادية، معرضون للشيخوخة المبكرة بشكل أكبر مقارنة بغيرهم، وأن الخروج من هذه الأزمات يقلل من احتمالية حدوثها بشكل كبير، كما يسهم وقت التعرض للأزمات ويختلف تأثيره عليهم بحسب أعمارهم، أي أن من يتعرض لضائقة مالية في مقتبل العمر، لا يتأثر بها كثيرا كمن هو في منتصف العمر.
قد ترتبط هذه الدراسة بالدراسات الأخرى، التي أكدت على وجود ارتباط وثيق بين الصعوبات المالية وقلة القدرة البدنية والصعوبات المعرفية، لكنها لم تركز على بعض العوامل الأخرى التي تؤدي للشيخوخة المبكرة، كتطور بعض الأمراض غير المرتبطة بالفقر، والتي توصل لنفس النتائج وهي الشيخوخة المبكرة أو الموت.