النجاح الإخباري - "فكها.. دوقها.. غرقها"، وصفت هذه الكلمات الثلاث مغامرة أجيال عند تناول بسكويت "أوريو" (Oreo) ولعق الكريمة البيضاء؛ ولكن بكلمتين أخريين تحوّلت المغامرة إلى مؤامرة.
"أوريو ليست حلالًا. شكرًا على رسالتك"، كما جاء في تغريدة منسوبة لشركة أوريو على تويتر يوم 11 مايو /أيار 2019.
منذ عام 1912، تناول العالم أكثر من 500 مليار قطعة بسكويت من أوريو، حتى استيقظ المسلمون على تغريدة مقتضبة على الحساب الرسمي لأوريو على تويتر، وفيها أن منتجاتها لا تناسب الشريعة الإسلامية، وليست حلالًا.
وهي التغريدة التي تسببت في إثارة الارتباك بين المستهلكين المسلمين، وتفاعلوا مع التغريدة آلاف المرات: هل أنت متأكد؟ هل تستخدمون دهن الخنزير؟ هل تعني أنك لم تحصل على شهادة تثبت خلو منتجاتكم من الجيلاتين؟
حذفت الشركة تغريدتها سريعًا، بعد أن أخلت مسؤوليتها، وأكدت أن هذه المعلومة مسجلة على موقعها الرسمي فيما يخص أوريو الموجودة في كندا وأميركا، ولكن بعد أن تداولها الآلاف على تويتر.
وبالفعل على الموقع الرسمي لشركة أوريو، أجابت الإدارة على أسئلة للجمهور عن منتجاتها، مثل احتواء أوريو على اللبن والجيلاتين والصويا والمكسرات، وكان السؤال الذي دارت حوله المشكلة: هل أوريو منتج حلال؟ فكانت الإجابة: لا.
موقعك على خريطة العالم يحل المشكلة
أول ما يتبادر لذهن المسلم هو الجيلاتين المستخلص من الخنزير، فرغم سنوات اعتبر الكثيرون فيها بسكويت أوريو مناسبا للنباتيين ولكنه ليس حلالا، لأن مستخلص الفانيليا يحتوي على كمية صغيرة جدا من الكحول الذي يتبخر عند التسخين، البعض يرفض هذا، في حين أن البعض الآخر يقبله، وبالنهاية فالأمر يتعلق بتناوله على مسؤوليتك الشخصية.
هنا بات كل مسلم يفكر كم مرة أكل فيها بسكويت أوريو، ولكن بعد حالة الذعر التي سادت بسبب تغريدة الشركة، قال موزع الشركة لموقع "غلف نيوز" إن أوريو المباع في الإمارات حلال، وإن التغريدة كانت موجهة لجمهور الشركة في أميركا وكندا، مضيفا أنها كانت مضللة بعدم توضيح اختلاف مكونات المنتج حسب كل منطقة جغرافية، وأضاف أن منتجات أوريو متوافقة مع القوانين واللوائح المحلية لكل دولة في جميع أنحاء مجلس التعاون الخليجي التي يعمل على التوزيع فيها.
في تغريدة لاحقة للأزمة التي واجهتها الشركة، كتبت "نؤكد لكم أن جميع منتجاتنا حلال ومتفقة مع القوانين واللوائح المحلية بمنطقتكم، ونسعى لتزويد عملائنا بأفضل جودة للمنتج، وسنضع تفاصيل أكثر لتزودكم بمعلومات واضحة حول مكوناتنا ومدى ملائمتها لأنظمتكم الغذائية".
ووفق قسم سلامة الأغذية بدبي، فإنه يتم فحص كل شحنات أوريو المستوردة، مع فحص الوثائق كل مرة من قبل مفتشي الموانئ للتأكد من سلامتها. علاوة على ذلك، يتم فحص عينات من المنتج بشكل دوري في مختبر دبي المركزي للتأكد من عدم الغش وخلوها من مشتقات الحيوانات والكحوليات.
وبمزيد من البحث توصلنا إلى أن المنتج الذي يتم توزيعه -على الأقل- في المنطقة العربية يتم تصنيعه في مصانع الشركة في مدينة الدمام شرقي السعودية لدى شركة "Nabisco Arabia Co. Ltd".
مما تتكون الطبقات الثلاث؟
وفق المعلومات الواردة على موقع الشركة، فالتفاصيل قد تكون معقدة بعض الشيء، لكن تناول أوريو مناسب للنباتيين الذين يتناولون الألبان، ولكنه ليس مناسبا للممتنعين عن منتجات الألبان لوجود الحليب ضمن مكوناته، ويحتوي المنتج أيضًا على مادة الجيلاتين لكنها مستخلصة من القمح وليس من دهن الخنزير.
رغم ذلك فلن تجد اللبن ضمن قائمة المكونات الموجودة على غلاف أوريو، إذ من الممكن أن يحتوي عليه، لأنه فقط "يلامسه" أو يستخدم بكمية مجهرية، بحسب وصف الشركة، وهو إما أن هناك كمية قليلة جدًا من اللبن قد لامست المكونات، وإما لامست الأدوات المستخدمة لصنعه.
ووفق الموقع الرسمي يتم تصنيع أوريو من: دقيق القمح، السكر، الزيوت النباتية (النخيل)، مسحوق الكاكاو المخفف من الدسم 4.6%، نشا القمح، شراب الغلوكوز، الفركتوز، الملح، كربونات هيدروجين البوتاسيوم، كربونات هيدروجين الصوديوم، كربونات الأمونيوم الهيدروجينية، مستحلبات، نكهة الفانيليا.
الأمر يحمل قليلا من المخاطرة
رغم الاعتراف على موقع الشركة، فإن الوصفة الأصلية لأوريو، وفق إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (أف دي أي)، لا تحتوي على الألبان، فالشركة الأم (Nabisco) سعت كثيرًا لاستبدال كلمة لبن أو حليب بكلمة كريمة، لوصف الحشو الأبيض. ولكن ووسط هذا التداخل الكبير، تسببت شركة "Nabisco" في شك المستهلكين بها قبل ذلك عام 2014 عندما اتضح أنها تستخدم دهن الخنزير في صناعة الحشو الكريمي الأبيض، واستبدلته في المكونات التي سجلتها منذ عام 1997 على أنه زيت نباتي، ليتم إدراج أوريو منتجا نباتيا.
تم كشف أمر الشركة عندما سرب أميركي وصفة أوريو لشركة صينية مقابل 28 مليون دولار، ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، ورغم ذلك تبين في الوصفة أن اللون الأبيض والملمس الكريمي كان بسبب المضافات الغذائية الضارة، ومنها ثاني أكسيد التيتانيوم، الذي يمكن أن يسبب تلفًا كبيرًا للأنسجة والكبد، ولكن لا يوجد دليل أكيد على وجود هذه المضافات إلا من سرب الوصفة.
وتتوفر منتجات أوريو في أسواق نحو 100 بلد حول العالم، ومؤخرًا أصبح أكثر الوجبات الخفيفة المرغوبة بين الناس، مما تسبب في تفاقم الأزمة وانتشارها سريعًا. ولإنهاء حالة الارتباك الناجمة عن التغريدة الأولى، فإذا كنت تأكل أوريو في دولة إسلامية فأنت في أمان، أما إذا كنت مسلمًا يعيش بدولة غير مسلمة فأنت بحاجة لتوخي الحذر.