النجاح الإخباري - منذ مقتل ستيفن لورانس عام 1974 ومذبحة هينجرفورد وحتى وفاة الأميرة ديانا المأساوية، تم استدعاء الدكتور ريتشارد شبرد للتحقيق فى أعمال القتل الأكثر شهرة، والمشحونة عاطفيًا فى السنوات الثلاثين الماضية، وفى مذكراته، وبتفاصيل مقنعة، يروى عالم الأمراض المشهور قصص المباحث الشرعية الحقيقية وراء بعض الحالات التاريخية فى بريطانيا والاستنتاجات المدمرة التى سيتوصل إليها فى النهاية.
وبعد مرور سنوات على وفاة الأميرة ديانا أميرة ويلز، تتكشف التفاصيل والأسرار الواحدة تلو الأخرى عن الحادث المأساوى الذى راحة ضحيته "أميرة القلوب"، إضافة إلى مزيد من المعلومات عن طبيعة حياتها داخل القصر الملكى، إلا أن جميع هذه التفاصيل تزيد القضية غموضًا ولا توضح الحقيقة كاملة حول السبب الرئيسى للحادث.
ويقول الدكتور ريتشارد شبرد، الذى أجرى أكثر من 23000 حالة تشريح بعد الوفاة، ودرس أدلة من هجمات 11 سبتمبر، "فى الساعات الأولى من يوم 31 أغسطس 1997، توفيت أميرة ويلز ودودى الفايد، فى حادث سير فى نفق فى باريس، لكن الأسئلة ظلت مستمرة ونظريات المؤامرة تحوم حولها لسنوات بعد ذلك، وفى عام 2004، قاد السير جون ستيفنز، تحقيقاً للشرطة لتحديد ما إذا كان هناك أى سبب للشك فى أنهم كانوا ضحايا لحادث مرورى، وقد طُلب منى مراجعة الأدلة".
وأضاف الطبيب الشرعى البريطانى، "فى سيارة مرسيدس فى تلك الليلة كان السائق هنرى بول، وديانا، ودودى فى المقاعد الخلفية، وحارس فايد الشخصى تريفور ريز جونز، الذى كان يجلس على يمين السائق، أمام ديانا، ولم يكن أحد سوى "ريس جونز" يرتدى حزام الأمان"، وتابع "اصطدم السائق هنرى بول بعجلة القيادة وعكست إصاباته ذلك، لكن فى وقت لاحق، أصيب أيضًا من خلفه دودى، الذى كان رجلًا كبيرًا وكان لا يزال مسافرًا بأكثر من 60 ميلًا فى الساعة، وقام هنرى بول بدور الوسادة الهوائية لدودى وتوفى على الفور، وكذلك فعل دودى"، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وتابع "كانت ديانا محظوظة أكثر قليلًا، لأن الحرس الشخصى لدودى الفايد، تريفور ريز جونز، كان يجلس أمامها وكان مربوطًا بحزام الأمان"، مضيفًا "لا يرتدى الحراس الشخصيون عادة أحزمة الأمان لأنها تقيد الحركة، ولكن من الواضح أن ريز جونز، ربما بسبب انزعاجه من قيادة هنرى بول، أو ربما لأنه أدرك أنه من المحتمل حدوث تأثير، ربط حزامه فى اللحظة الأخيرة".
وأوضح الطبيب الشرعى، أن "أحزمة الأمان مصممة لإعطاء تدريج أثناء كبح الفرامل، لذا فقد كان الحارس الشخصى لدودى الفايد محتجزًا بواسطة الحزام ومبطنًا جزئيًا بواسطة الوسادة الهوائية للسيارة، بينما ارتطمت جثة ديانا بالمقعد، ولكنها كانت أخف بكثير من حزام دودى وريس جونز لامتصاص بعض القوة الإضافية، وهذا قلل قليلًا من التأثير عليها أثناء الارتطام".
وأكد الطبيب البريطانى، أن الأميرة ديانا عانت بالفعل من بضع عظام مكسورة وإصابة صغيرة فى الصدر، لكن ذلك شمل تمزقًا صغيرًا فى الوريد فى إحدى رئتيها، مضيفًا أنه بالنسبة إلى خدمات الإسعاف، بدت الأميرة فى البداية أنها مصابة لكنها مستقرة، لاسيما وأنها كانت قادرة على التواصل، الأمر الذى جعل الجميع يركزون على "ريز جونز"، إلا أن الوريد كان ينزف ببطء فى صدرها.
ويقول الطبيب الشرعى البريطانى، "فى سيارة الإسعاف، فقدت الأميرة ديانا الوعى تدريجيًا عندما عانت من سكتة قلبية، بُذل كل جهد ممكن لإنعاشها وخضعت لعملية جراحية فى المستشفى، حيث تعرفوا على المشكلة وحاولوا إصلاح الوريد، ولكن للأسف، بعد ذلك كان قد فات الأوان"، مضيفًا "تتميز فترة وعيها الأولية وبقائها الأولى بعد الحادث بميزة تمزق فى الوريد الحيوى تشريحيًا، إنه مخفى بعيدًا فى عمق وسط الصدر".
وتابع "بالطبع، لا تخضع الأوردة للضخ الذى يحدث فى الشرايين، وتنزف ببطء شديد بحيث يصعب تحديد المشكلة، وإذا تم تحديد ذلك، فإن إصلاحه سيكون أكثر صعوبة"، وقال "إصابتها المحددة نادرة جدًا لدرجة أننى لا أعتقد أننى رأيتها فى حياتى المهنية بأكملها".
وأوضح الدكتور ريتشارد شبرد، أن إصابة ديانا كانت صغيرة جدًا، ولكن فى المكان الخطأ، مضيفًا "وفاة ديانا هى مثال كلاسيكى للطريقة التى نقولها، بعد كل وفاة تقريبًا: إذا كان ذلك فقط.. لو كانت قد ضربت المقعد الأمامى بزاوية مختلفة قليلًا، لو كانت قد ألقيت للأمام بسرعة 10 ميل فى الساعة، لو أنها وضعت فى سيارة إسعاف على الفور، لو كانت فقط ترتدى حزام الأمان، لو كانت مقيدة، لربما ظهرت علانية بعد يومين بعيون سوداء، وربما كانت تتنفس قليلًا مع الضلوع المكسورة وذراع مكسورة معلقة".
وقال الطبيب البريطانى إن "مرض وفاتها، كما أعتقد، لا جدال فيه، ولكن حول هذا المسيل للدموع القاتلة الصغيرة فى الوريد الرئوى، يتم نسج العديد من الحقائق الأخرى، بعضها غامض بما فيه الكفاية للسماح للعديد من النظريات بالازدهار، لكننى اتفق تمامًا مع نتائج التحقيق، لقد كان حادثا مأساويا".