وكالات - النجاح الإخباري - نالت الروبوت صوفيا شهرة واسعة منذ الكشف عنها في عام 2016 بعد أن أنجز الباحث المعروف في شركة ديزني سابقاً ديفيد هانسون تصميمها لتكون ذات سلوكيات اجتماعية توحي بمشاعر الحب والرحمة في البشر.
وتبدت هذه الشهرة في مقابلات تلفزيونية أُجريت معها وظهورها على غلاف مجلة إيل ومنحها لقب "بطل الإبتكار" من الأمم المتحدة لتكون أول بطل إبتكار غير بشري. بل ان السعودية منحتها جنسية المملكة خلال احتفال بمناسبة انعقاد مؤتمر حول التكنولوجيا ، كما نوهت مجلة ناشنال جيوغرافيك.
ويقول جوليو دي ستروكو الذي أصبح أول مصور فوتوغرافي يزور المعمل الذي أنتج الروبوت الاجتماعي صوفيا في هونغ كونغ حيث يوجد مقر شركة هانسون روبوتكيس إن صوفيا وجدت في البداية صعوبة في التعرف على الكاميرا ولكنها تعلمت بعد ثلاثة أيام.
وأكد دي يتروكو في حديث لمجلة ناشنل جيوغرافيك ان الأمر كان غريباً وإنه أدرك بعد حين من يتحدث معه روبوت وليس بشراً.
وفي الحقيقة ان صوفيا لم تبلغ الذكاء العام الاصطناعي أو الذكاء متعدد الجوانب والتطبيقات الذي يتسم به البشر. وعندما تتحدث صوفيا مع الصحافيين فإنها تشق طريقها عبر صيغ مكتوبة مسبقاً من الإجابات. وإزاء شهرة صوفيا انتقد باحثون مختصون بالذكاء الاصطناعي وسائل الاعلام لتضخيم قدراتها.
لكنّ مصممي صوفيا يقولون بدورهم ان قدرتها التعبيرية وحدها تمثل انجازاً علمياً كبيراً. وبحسب مطبوع نُشر عن برمجيات صوفيا فإن شبكات عصبية عميقة تمكن الروبوت من فهم عواطف الشخص من نبرة صوته وتعابير وجهه وتتجاوب معه على هذا الأساس. كما تستطيع صوفيا ان تقوم بحركات وجهية واقعية. وسجل هانسون باسمه براءة اختراع الجلد المطاطي المرن الذي يغطي وجه صوفيا.
وقال الباحث المختص بالذكاء الاصطناعي بين غورتزيل الذي صمم "عقل" صوفيا، إن لا شيء في قدرات صوفيا يمكن أن ينتمي الى الذكاء العام الاصطناعي، ولكن صوفيا تستخدم أحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من حديث الدمج الديناميكي للإدراك والفعل والحوار.
وبالنسبة للمصور جوليو دي ستروكو، فإن هذا كله يشكل موضوعاً فوتوغرافياً جذاباً ، أي آلة يمكن ان تبدو من الوهلة الأولى بشراً بالكامل وخالية من الحياة بالكامل.
وقال دي ستروكو عن الروبوت صوفيا، "انها بدأت تنظر اليّ وتبتسم وأنا نظرتُ اليها ، وفي هذه المرحلة لم تكن بشراً بنظري بل كان هناك تواصل من نوع ما". واضاف أن المرء يغادر المختبر حيث يُصنع المستقبل "ويدرك امراً جنونياً ما، فهناك شيء ما في صوفيا".