النجاح الإخباري - يقول علماء الآثار إنهم اكتشفوا مئات الأدوات الحجرية في السعودية، تشير إلى وجود أسلاف عاشوا في الفترة نفسها التي عاشت فيها أنواع "الهومو" في المنطقة منذ 190 ألف سنة.
واكتشف العلماء أكثر من 500 أداة حجرية في صفاقة، صُنعت على الطراز الأشوليني (Acheulean)، الذي ازدهر قبل حوالي 1.5 مليون سنة، ويُقال إنه التقليد الأطول لصناعة الأدوات في تاريخ سلالتنا.
ويقول الخبراء إن هذا الموقع يمكن أن يكون من بين أصغر المواقع الأشولية، التي عثر عليها.
ويعد الموقع المركزي في السعودية أول موقع أشولي معروف في شبه الجزيرة، ويقترح أن الأسلاف القدامى عاشوا هناك حتى 190 ألف سنة ماضية، وفقا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Scientific Reports.
ويدعي العلماء أن سلالات "الهومو القديم" التي عاشت في المنطقة، استخدمت شبكة من الأنهار للتنقل إلى الجزيرة العربية. وفي ذلك الوقت، شهدت المنطقة القاحلة هطولا غزيرا للأمطار، ولم تعد الأنهار موجودة الآن.
وبهذا الصدد، قالت الدكتورة، إليانور سكيري، من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري: "ليس من المفاجئ أن يأتي الأسلاف الأوائل إلى هنا لصنع أدوات حجرية، حيث كان الموقع مصدرا للمواد الخام".
ومن المحتمل أن "الهومو القديم" قد صنع أدوات حجرية في الموقع، وعاش على حافة المناطق الصالحة للسكن، حيث استفاد من المساحات الصغيرة "الخضراء"، كما يقول الخبراء.
وقالت الدكتورة سكيري: "لقد انتشرت تلك السلالات عبر مناطق مليئة بالتحديات باستخدام التقنيات التي ينظر إليها عادة على أنها تعكس الافتقار إلى الإبداع والابتكار. وينبغي أن نتعجب من مدى مرونة هذه التقنية وتنوعها ونجاحها".
وتمكن العلماء من تأريخ القطع الأثرية باستخدام مزيج من أساليب "luminescence"، بما في ذلك بروتوكول التأريخ الإشعاعي بالأشعة تحت الحمراء (IR-RF).
ويقول البروفيسور، مايكل بتراغليا، من معهد ماكس بلانك لعلوم الإنسان: "أحد أكبر الأسئلة التي تواجهنا الآن، هو ما إذا كان الأسلاف القدماء قد التقوا مع الهومو الحديث، ما إذا تم ذلك في السعودية. وسيتم تكريس العمل الميداني المستقبلي لفهم التبادلات الثقافية والبيولوجية الممكنة في تلك الفترة الزمنية الحرجة".
ومع التقديرات الجديدة، يأمل العلماء في أن نتمكن قريبا من التوصل إلى فهم أفضل حول أسلاف الهومو في شبه الحزيرة العربية.