النجاح الإخباري - وجد علماء أن غاز الميثان، أحد أقوى الغازات الدفيئة، يتم إطلاقه على نطاق ضخم من خلال نهر جليدي في أيسلندا ويتدفق النهر الجليدي "Sólheimajökull" من البركان النشط المغطى بالجليد "Katla"، ويطلق ما يصل إلى 41 طنا من الميثان يوميا خلال فصل الصيف.
ويعادل هذا الرقم إنتاج أكثر من 136 ألف بقرة، حيث تعد الأبقار "مصدرا كبيرا" لانبعاثات الميثان.
ويهيئ "Katla" البيئة المثالية لازدهار الميكروبات المنتجة لغاز الميثان، وهي أيضا تحتل أفضل 5 مراكز في العالم للإنتاج الكلي لثاني أكسيد الكربون.
وتعد دراسة جامعة Lancaster، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، أول دراسة تظهر إطلاقا واسعا للميثان من الأنهار الجليدية.
وقال معد الدراسة، الدكتور بيتر وين، من مركز Lancaster للبيئة: "هذه كمية هائلة من الميثان الناجم عن تيار ذوبان الجليد. ومن المهم معرفة مصادر مختلفة للميثان، الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي، وكيف يمكن أن يتغير في المستقبل".
وفي الدراسة، أخذ الباحثون عينات من المياه من حافة بحيرة المياه الذائبة أمام نهر Sólheimajökull الجليدي، وقاسوا تركيزات الميثان، وتمت مقارنتها مع مستويات الميثان في الرواسب القريبة والأنهار الأخرى، للتأكد من أن الميثان لم يتم إطلاقه من الأماكن الطبيعية المحيطة.
وقال الدكتور وين: "تم العثور على أعلى التركيزات في نقطة التقاء النهر الجليدي مع البحيرة، وهذا يدل على أن مصدر الميثان قادم من أسفل النهر الجليدي".
وباستخدام مطياف الكتلة، الذي يحدد "البصمة" الفريدة للمادة الكيميائية، اكتشف الباحثون أن الميثان يأتي من النشاط الميكروبيولوجي على فراش النهر الجليدي.
كما وجدوا أنه على الرغم من أن البركان لا ينتج الميثان مباشرة، فإنه يخلق الظروف المثالية لازدهار الميكروبات المنتجة للميثان.
وقال الدكتور هيو تافن، عالم البراكين في جامعة Lancaster، إن "الحرارة الناتجة عن بركان "Katla" قد تساهم بشكل كبير في تسريع توليد الميثان الميكروبي، لذا يمكن النظر إلى "Katla" على أنه حاضنة عملاقة للميكروبات".
كما اكتشف العلماء مؤخرا أن كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون تنبعث من بركان "Katla"، وهو في المراكز الخمسة الأولى على مستوى العالم من حيث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لذا لا شك في أنه بركان غازي مثير جدا للاهتمام.