النجاح الإخباري - لم تكن الشابة البريطانية فران جيل، البالغة من العمر 25 عاما، تعلم بأنها في يوم ما، لن تتمكن من التعرف على أقرب أفراد عائلتها وأصدقائها، بعد عملية معقدة أجريت لها بسبب مرض دماغي نادر.
واستيقظت جيل بعد العملية "شخصا مختلفا تماما" بعد أن تم مسح ذكرياتها بسبب التهاب دماغي نادر، يبدأ فيه جهاز المناعة بالجسم بمهاجمة خلايا دماغية سليمة، وفق ما ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية.
وفقدت عالمة الأحياء البحرية، من مقاطعة كورنوال ببريطانيا، كل ما كانت تعرفه بما في ذلك فترة تعليمها الجامعي التي امتدت خمس سنوات، ويتوجب عليها الآن أن تتعلم كيف تتعرف على كل شيء من حولها من جديد.
وقالت جيل: "لم أتخيل أن يكون لقائي مع الناس الذين أعرفهم منذ سنوات كأنه لقاء لأول مرة. إنه أمر محزن حقا. أشعر أيضا أنني ألتقي بنفسي مرة أخرى، لأنه ليس لدي أي فكرة على الإطلاق عما كنت عليه قبل اليوم".
وأضافت: "يقول الناس إنني إنسانة جديدة، وإنني شخص مختلف، وإنهم مضطرون إلى قبول ذلك. كل ما أريده هو العودة إلى ذكرياتي القديمة الجميلة".
وبدأت المشكلة مع جيل بصداع نصفي، أدى إلى اضطرارها للبقاء في السرير لمدة أسبوع، حيث اعتقد الأطباء أن الصداع ناجم عن شد في عضلة بالرقبة بادئ الأمر.
لكن الأمر تطور بعد أيام، حيث طلبت لها إحدى صديقاتها سيارة الإسعاف لنقلها مباشرة إلى مستشفى، وهناك أدخلت في غيبوبة بهدف إنقاذ حياتها، لضمان عدم حدوث أي حركة مفاجئة قد تزيد حالتها سوءا.
وبعد أسبوع، شعرت جيل بعد أن استيقظت في المستشفى بأنها شخص مختلف تماما، وكانت غير قادرة على القراءة أو المشي أو التحدث لعدة أسابيع، حيث كانت آنذاك لا تزال بحاجة إلى إعادة تعلم العديد من المهارات الحياتية الأساسية.
وأوضحت: "أن القيام بأبسط الأشياء، مثل استخدام الكمبيوتر أو التنقل في أحد المتاجر الكبرى، أصبح صعبا للغاية".
وتابعت: "إنه من المحزن أن كل السنوات التي أمضيتها تم محوها مثلما يمسح أحدهم الطباشير عن السبورة".