النجاح الإخباري - ترتبط تأثيرات البدر المحتملة على السلوك البشري بقصص الأسلاف والتكهنات والأساطير على مر القرون، وما يزال هذا الرابط موضوعا مثيرا للجدل في الأوساط العلمية والاجتماعية حتى الآن.
ومع اكتمال القمر في الليلة الفاصلة، بين 24 و25 سبتمبر، تعود النظريات المتعلقة بتأثيرات البدر لتطفو على السطح. ويعتقد بعض المهنيين الطبيين أن ليالي اكتمال القمر تشهد استقبال المستشفيات للمزيد من المرضى، خاصة بحالات نوبات الذهان، بالإضافة إلى الإصابات الغريبة والنساء اللواتي يدخلن في المخاض في ظروف غير عادية، بالإضافة إلى زيادة عدد المعتقلين.
وتقول البروفيسورة لوين بيتريك، الأستاذة في علم الجريمة في جامعة بوند بأستراليا، إن الكثيرين يعتقدون بأن مراحل اكتمال القمر قادرة على التحكم في مستويات الجريمة، وتشير إلى أن التفسير الوحيد الذي يمكن أن يفسر العلاقة بين علم الإجرام ومراحل اكتمال القمر هو "الضوء الخارجي" فقط.
وبحثت دراسة قديمة في مراحل اكتمال القمر وارتباطها بالسلوك البشري والنشاط الإجرامي، في عام 1985، حيث أجرت تحليلا لنتائج أكثر من 37 دراسة، مشيرة إلى أنه من غير الصائب الحديث عن أن الناس يتصرفون بشكل أكثر أو أقل غرابة في مراحل اكتمال القمر المختلفة.
ونظرت دراستان أخريان إلى الروابط بين النشاط الإجرامي ومراحل القمر، نشرت إحداهما في عام 2009، شملت أكثر من 23 ألف حالة من الاعتداءات العنيفة التي وقعت في ألمانيا بين عاماي 1999 و2005، ولم يجد خلالها الباحثون أية علاقة بين السلوك الإجرامي ومراحل القمر المختلفة.
وأجريت الدراسة الثانية في عام 2016، شملت الجرائم التي وقعت في 13 ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا في عام 2014، ولم يجد الباحثون أي صلة بين مراحل القمر والجريمة الداخلية أو الجريمة الخارجية.
لكن جميع الدراسات وجدت أن كثافة ضوء القمر يكون لها تأثير إيجابي جوهري على النشاط الإجرامي في المحيط الخارجي، حيث سجلت الدراسات أنه مع ازدياد ضوء القمر يرتفع النشاط الإجرامي.
ومن بين أحد التفسيرات التي توضح هذه العلاقة، ما يشار إليها باسم "فرضية الإضاءة"، والتي تشير إلى أن المجرمين يحبون ما يكفي من الضوء للقيام بأفعالهم.
وقد تكون هناك أيضا حركة أكبر للناس خلال ليالي اكتمال القمر، وبالتالي توفير مجموعة أكبر من الضحايا.