النجاح الإخباري - اكتشف علماء هيئة المسح الجيولوجي البريطانية وجامعة دندي في اسكتلندا آثار موجة عملاقة ضربت جزر شيتلاند قبل 1.5 ألف سنة.
وتفيد بي بي سي نيوز بأنه إلى الآن، كان علماء الجيولوجيا على علم بأن سلسة من أمواج التسونامي القديمة تسببت بانزلاقات كارثية سميت Storegga، حدثت تحت الماء شمالي غرب النرويج حاليا، قبل أكثر من 8 آلاف سنة. وكان حجم انزلاق الجرف القاري يعادل 3500 كيلومتر مكعب، وطول ترسبه في القاع 290 كلم.
وتوغلت هذه الموجة، وارتفاعها 20 مترا، في العمق البريطاني مسافة 80 كلم، وتسببت بحسب علماء الجيولوجيا في هذا الانزلاق، لأن الصخور لم تكن مستقرة لكونها تكونت بعد العصر الجليدي الأخير.
وتوصل علماء الجيولوجيا إلى هذه الاستنتاجات من دراسة وتحليل عينات صخور أخذت من مناطق وأعماق وارتفاعات مختلفة في جزر شيتلاند.
وعثر العلماء على طبقة رملية سمكها 7 سنتمترات تحت طبقة خث قاتم اللون، سمكها 35 سم. وقد بينت نتائج الدراسة أن طبقة الرمل تكونت بسرعة بسبب موجة عملاقة.
ويفترض العلماء أن هذا التسونامي تكون نتيجة انزلاق تحت الماء، ولكنهم لم يتمكنوا من تحديد موقعه. لذلك يخططون لتصميم نموذج مجسم للموجة من أجل تحديد مصدرها.
يذكر أن علماء جامعة يورك وكلية لندن الإمبراطورية اكتشفوا أن Storegga كان السبب في اختفاء Doggerland "أطلانطس البريطانية"، وهي مساحة من الأرض كانت تقع جنوبي بحر الشمال، وربطت بين الجزر البريطانية وأورآسيا.
ويعكف العلماء الآن على وضع نموذج حاسوبي وخارطة ثلاثية الأبعاد لقاع البحر، ويدرسون نموذجا رياضيا لنشاط الصفائح التكتونية التي ستساعدهم في المستقبل، ليس على التنبؤ بتاريخ الكارثة المفترض وبل وبحجمها أيضا.
ويخشى العلماء أن الانهيارات الأرضية تحت الماء، التي يتوقع أن تحصل في السنوات القليلة القادمة، يمكن تؤدي إلى "ضغط" كمية كبيرة من مياه البحر.
ووفقا لحسابات الباحثين، يمكن أن تتسبب الانهيارات والانزلاقات تحت الماء، التي أسماها العلماء بـ "Storegga Slide 2.0"، بتسونامي ضخم، سترتفع فيه أمواج المياه لأكثر من 30 مترا، وهذا ما سيجعل التسونامي الذي أصاب اليابان عام 2011 بركة صغيرة مقارنة بالتسونامي الذي سيضرب بريطانيا.