النجاح الإخباري - يتخيل بعض الناس أن غرفة العمليات مكان للتركيز المكثف والصمت الحذر، حيث يقوم الجراحون الخبراء بإجراء عمليات "إنقاذ الحياة" يوميا.

ولكن ما يحدث خلف أبواب "المسرح" قد يكون في بعض الأحيان أشبه بأوبرا مسلية، وفقا لدراسة جديدة حول سلوك العاملين في الجراحة.

ويقول الباحثون إن الجراحين ومساعديهم يتجادلون ويتبادلون الأدوات في أرجاء المكان، من أجل إضفاء نوع من الحماس على العمل الشاق.

ولإتمام الدراسة، رصدت الباحثة لورا جونز، عالمة الأنثروبولوجيا الطبية التي تدرس التواصل وبناء الفريق في جامعة Emory في أتلانتا، جورجيا، 200 عملية وسجلت أكثر من 6 آلاف محادثة. ووجدت تناغما طريفا ونوعا من النميمة أو الدردشة، في أكثر من 40 تفاعلا بين الطاقم الجراحي.

ويمكن أن تقدم العروض التلفزيونية والأفلام انطباعا خاطئا عندما تصور جراحا في غرفة صامتة، بينما يتساقط العرق من جبهته، وفقا لتقارير Times.

وفي الوقت نفسه، شوهد أفراد الطاقم الطبي وهم يلقون الأدوات عبر غرفة العمليات ويتبادلون النكات بين الحين والآخر.

وتقترح دراسة الدكتورة جونز أن حالة المريض و"الأنا" هي سبب رئيسي لحدوث الجدل في "مسرح" غرفة العمليات، ومن المرجح أن يحدث ذلك عندما يحاول كبار الجراحين الذكور فرض هيمنتهم.

ومع ذلك، فإن المناقشات الجدلية تكون أقل شيوعا عندما يكون عدد النساء في الغرفة أكبر. كما تؤدي العمليات الخطرة إلى زيادة التوتر في الغرفة، حيث أن حوالي 5% من جراحات القلب أدت إلى انهيار الجراحين المشاركين في العملية.

ويقول أحد مؤلفي الورقة البحثية، فرانز دو فال، وهو خبير في سلوك الرئيسيات Primates، إن الجدال والنقاش أثناء العمليات يمكن أن يكون مفيدا.

ويعتقد الباحثون أن غرفة العمليات لديها بنية مشابهة لبيولوجيا الرئيسيات، فالرجال يحاولون الحصول على السلطة بينما تريد النساء وضعا اجتماعيا مريحا، ولكن المجموعات المختلطة يمكنها أن تحافظ على هذا التناغم بشكل أكبر