ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - كم عدد النشطاء الاجتماعيين الذين يطمحون لتغيير العالم؟ إنه سؤال لا أحد يعرف حقا اجابته.
في الـ(100) سنة الأخيرة شهدنا الكثير من التحولات في وجهات نظر المجتمع وتغير رأي الأغلبية في كل شيء من حقوق الإنسان إلى المساواة بين الجنسين بشكل كبير ومع ذلك لم يكن من الممكن أن يكون هناك تغيير ما لم يكن هناك "نقطة حاسمة" لهذا التغيير الاجتماعي فهناك عدد محدد من الأشخاص الذين يقومون بدفع الكل إلى الميل تجاه الإعتقاد السائد.
يقول باحثون من جامعة بنسلفانيا وجامعة لندن أنهم قاموا بدراسة لاكتشاف تأثير هذا بتجربة على الانترنت والتي تسمح لهم بالتركيز على الرقم الأكثر احتمالا.
وركز الجزء الأول من تجربتهم على تأسيس قاعدة اجتماعية من 194 مشاركًا في 10 مجموعات عبر الإنترنت تضم كل مجموعة 20 إلى 30 شخص وبعد ذلك قاموا بالطلب من كل أعضاء المجموعة اختيار اسم لكائن في صورة (على سبيل المثال صورة وجه) وإدخال اختيارهم عبر الدردشة.
وإذا قام كلاهما بإدخال الاسم نفسه في مدة زمنية محددة مسبقًا فقد حصلا على مكافأة مالية وإذا لم يفعلوا ذلك فسيتم معاقبتهم مالياً وفي نهاية كل جولة قام المشاركون مع الشركاء الجدد داخل المجموعة بنفس الهدف وهو الموافقة على اسم لهذا الشيء.
ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى اتفق الأعضاء من 20 إلى 30 من كل مجموعة على الاسم نفسه وعندما قام الباحثون بادخال عضو جديد في كل مجموعة أرادوا تغيير الاسم الثابت إلى شيء آخر.
وعندما شكلت هذه الأقلية الملتزمة ما لا يقل عن 25 % نجحت باستمرار في جعل المجموعة تتبنى الاسم الذي تريده وفي بعض الحالات كان إضافة شخص واحد إضافي إلى مجموعة الأقلية كافياً لإحداث نقطة التحول هذه للتغيير الاجتماعي.
ويمكن أن تؤثر الكثير من المتغيرات الأخرى على نجاح الأقلية طول الفترة التي تبنت فيها مجموعة الأغلبية وجهة النظر التقليدية والتزامها العاطفي بها.
ومع ذلك فإن المعرفة بأن 25٪ من السكان فقط يمكن أن يؤثروا على التغيير الاجتماعي يمكن أن تكون شيء مشجعاً ومخيفاً إلى حد ما.
وبالنسبة للنشطاء الاجتماعيين من المحتمل أن تكون هذه الأخبار مطمئنة فهم لا يحتاجون إلى تحويل مجموعة كاملة من السكان إلى وجهة نظرهم حيث سيعمل 25 % منهم لإحداث فرق حقيقي .
ولسوء الحظ كما لاحظ الباحثون في دراستهم يمكن للحكومات أو المنظمات الأخرى مجموعات خاصة بها عبر الإنترنت وطالما أنهم يستطيعون الوصول إلى عتبة الـ25% فإن لديهم فرصة قوية في التأثير على الرأي العام لصالحهم.