النجاح الإخباري - لا تزال حادثة إنقاذ الطفل الفرنسي الذي كان متدليا من شرفة إحدى الشقق على وشك السقوط من الطابق الرابع تحظى باهتمام الصحف الفرنسية التي نشرت تفاصيل جديدة بشأن والد الطفل، وتفاصيل سقوطه، في ما بات يعرف بقصة الطفل الذي أنقذه "الرجل العنكبوت" ومساء السبت الماضي أظهرت مشاهد للفيديو طفلا يتدلى من شرفة بالطابق الرابع بإحدى بنايات الدائرة 18 في العاصمة باريس، حيث استطاع الشاب المالي ذو البنية القوية مامادو غاساما أن يتسلق بشكل مثير للدهشة الطوابق الأربعة في 30 ثانية، للإمساك بالطفل البالغ من العمر أربع سنوات، وقام المارة المذهولون بتسجيل الواقعة.
وإثر هذه الواقعة، أُودع والد الطفل تحت المراقبة في مخفر الشرطة في إطار تحقيق مفتوح بتهمة "التهرب من مسؤولية أبوية"، كما وضع الطفل في مرفق استقبال بقرار من مكتب المدعي العام.
وقالت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية أمس الاثنين إن والد الطفل كان مشغولا بلعبة "بوكيمون غو"، ونقلت عن المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان قوله "إن الطفل وجد نفسه وحيدا في الشقة، والنافذة مفتوحة على شرفة غير محمية".
وأضاف أن والد الطفل خرج لشراء بعض حاجاته، وقد تأخر عن العودة في الموعد لأنه انشغل بلعبة "بوكيمون غو"، وذكر أن هذا السلوك يعاقب عليه وفقا للمادة 227-17 من قانون العقوبات، بعامين سجنا.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة "لاوباريزيان" أن الطفل سقط من الطابق الخامس وعلق في شرفة الطابق الرابع قبل أن يقوم الشاب المالي مامادو غاساما بتسلق البناية وإنقاذه من الموت المحقق بأعجوبة ونقلت عن مهدي ساكن شقة الطابق الرابع قوله: أفقت على صوت صراخ في الشارع، وقد اكتشفت عندما خرجت للشرفة أن طفلا صغيرا كان عالقا يتدلى منها.
وبيّن أنه لم يكن يصدق ما يحدث أمامه، ولفت إلى أنه ارتدى حذاء رياضيا، في محاولة منه لتسلق الشرفة وإنقاذ الطفل ويوم أمس وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المهاجر المالي الذي أنقذ الطفل بمنحه الجنسية الفرنسية.
وأخبر ماكرون أثناء لقائه الشاب مامادو غاساما الذي لا يملك أوراق إقامة في قصر الإليزيه بأن "فرقة الإطفاء في باريس مستعدة لاستقباله"، حسب تغريدة للرئيس الفرنسي على موقع تويتر.
وأضاف ماكرون "لقد دعوته أيضا للتقدم بطلب للحصول على الجنسية، لأن فرنسا دولة تهتم بالعقول، وقد أظهر غاساما -بإصرار- أنه يمتلك (العقل)".
وتعليقا على الحادثة، قال غاساما لصحيفة لوباريزيان "قمت بهذا لأنه طفل... وأنا أحب الأطفال، ولم أفكر في الطوابق... لم أفكر في المخاطر، تسلقت... والحمد لله أنقذته".
كما أكد الشاب الذي بات يلقب "سبايدرمان" (الرجل العنكبوت)، أنه لو صادف المشهد نفسه مرة أخرى لتصرف بالطريقة نفسها.