النجاح الإخباري - لا شك في أن الزواج خطوة هامة في الحياة، وهو علاقة تتطلب قدرا كبيرا من المرونة والوعي الذاتي والقدرة على التفاهم وقد يجادل البعض بأنه من المنطقي الزواج بعمر متقدم وليس مبكرا، لأن التقدم في العمر يوفر فهما أفضل للهوية الفردية، وهو ما يمكن أن يفيد في اتخاذ القرار الصائب بشأن الزواج والحفاظ على هذه العلاقة على المدى الطويل.
ومع ذلك، يدعي الأستاذ المساعد في علم الاجتماع في جامعة ولاية يوتا، نيكولاس وولفينغر، أن السن الأمثل للزواج يكون بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات، بينما الذين يتزوجون في منتصف الثلاثينات يكونون أكثر عرضة للطلاق.
وقام وولفينغر بأبحاث واسعة حول العلاقة بين عمر الأفراد عند الزواج واحتمال تعرضهم للطلاق، وانطلق في عام 2015، في تحليل البيانات التي جمعها المسح القومي لنمو الأسرة بين عامي 2006 و2010.
ووجد أستاذ علم الاجتماع أن احتمالات الطلاق تنخفض لدى أولئك الذين تزوجوا في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات، ولكن حالات الطلاق ترتفع كلما زاد سن العروسين عن منتصف الثلاثينات.
وانطلاقا من هذه النتائج، قرر وولفينغر استكشاف العلاقة بين العمر عند الزواج والطلاق مرة أخرى، من خلال دراسة نتائج مسح أجري بين عامي 2011 و2013، وبعد التحليل توصل إلى النتائج ذاتها، مشيرا إلى أن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و32 عاما عند الزواج معرضون لخطر الطلاق بصورة أقل.
وأوضحت معلمة العلاقات ومستشارة الزواج، شيلا ماكينتوش ستيوارت، لصحيفة إنديبندنت سبب وجود علاقة بين عمر المتزوجين والطلاق قائلة: "الزواج في منتصف الثلاثينات من العمر يمكن أن يكون أكثر صعوبة من الزواج في وقت مبكر"، ويرجع ذلك، بحسب وجهة نظرها، إلى صعوبة التكيف مع تحديات كون الشخص أصبح يعيش بشكل ثنائي بدلا من مجرد تلبية احتياجاته هو فقط، حيث أن معظم الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم قد نموا على مفهوم "الشخص الواحد"، لذلك يمكن أن يؤدي بهم هذا إلى سلوك أناني ذاتي وأن يكون أقل مرونة وأقل رغبة في التنازل، وهو أمر أساسي لنجاح الزواج.