ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - نظرة فاحصة على المنهجية وراء تقرير السعادة العالمية تكشف عن شذوذ مثير للاهتمام فيه اعتمادًا على أسئلة الاستطلاع لمقياس السعادة وقد لا يكون الفنلنديون والدنماركيون في الواقع أسعد الناس على هذا الكوكبوبدلا من ذلك قد تكو كولومبيا والسلفادور وغيرها من بلدان أمريكا اللاتينية الفقيرة أكثر سعادة.
ولكن كيف يمكن لكولومبيا التي تحتل المرتبة 37 في تقرير السعادة العالمي لهذا العام أن تكون الفائز الحقيقي؟ الجواب هو أن هناك طريقتين متميزتين لقياس السعادة.
يعتمد تقرير السعادة العالمي على بيانات من استطلاع غالوب العالمي وهو مسح هائل من 160 دولة ل 140 لغة تغطي موضوعات من الفساد الحكومي إلى الأمن الوظيفي.
جون كليفتون هو شريك عالمي في غالوب يقول: "عندما نطلب من الناس أن يفكروا في حياتهم في مجملها فإنهم يفكرون في الاحتياجات الأساسية سواء كانوا قادرين على تلبية أو تجاوز الاحتياجات الأساسية". "وواحدة من أسهل الطرق هي المال."
يعتمد تقرير السعادة العالمي الذي يصنف بشكل روتيني الدول الاسكندنافية الغنية كسعادة بشكل حصري تقريبا على استجابات الناس وبعيدا عن الدخول المرتفعة تحتل هذه البلدان الشمال مرتبة عالية على مقاييس أخرى يساويها تقرير السعادة العالمي مع الرفاهية: الحرية ، وثقة الحكومة ، والعمر الطويل ، والدعم الاجتماعي والكرم.
ولكن ماذا عن النوع الثاني من سؤال السعادة الذي يعتمد على العواطف والحياة اليومية؟ حيث يسأل الناس عما إذا كانوا قد عانوا من عواطف إيجابية وسلبية خلال اليوم السابق: أشياء مثل الابتسام والضحك ، الاحترام الاستمتاع ، القلق ، الحزن والغضب واذا تم مساواة السعادة بمستويات عالية من التجارب والعواطف اليومية الإيجابية فستظهر العديد من الدول على قمة الاستطلاع ومنها : كولومبيا والسلفادور وغواتيمالا والتي تعتبر في الواقع من بين البلدان العشر التي تحتل أعلى مرتبة في مؤشر "التجربة إيجابية". وتكمن المشكلة في تقرير السعادة العالمية في أن ما يقيسونه ربما يكون أقرب إلى الرفاهية من السعادة الفعلية.
ويقول كليفتون إنه يفضّل استجابات "الراحة" في الحقيقة على الحالة العاطفية المعقدة للسعادة ولكن ربما يكون قد فات الأوان لتغيير اسم تقرير السعادة العالمية لتقرير الرفاه العالمي.