النجاح الإخباري - أفاد بحث جديد بأن البركان الأكثر نشاطا في أوروبا "ينزلق" ببطء باتجاه البحر الأبيض المتوسط بمعدل 14 ملم في السنة وقد تبدو حركة، جبل إتنا (Mount Etna)، الواقع في جزيرة صقلية الإيطالية، بطيئة للغاية بحيث لا تسبب أي قلق، إلا أن العلماء الذين درسوا جيولوجيا البركان، قالوا إن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة.
وفي حديث مع شبكة بي بي سي، قال معد البحث الرئيس، مون موراي: "يمكنني القول إنه لا يوجد حاليا سبب يدعو للقلق، ولكن يجب مراقبة الوضع لمعرفة ما إذا كان هناك تسارع في حركة البركان".
وعمل الدكتور موراي، الذي درس "جبل إتنا" لما يقرب من 40 عاما، مع فريقه لإنتاج محاكاة مخبرية لكيفية حدوث هذا النشاط. وخلصوا إلى أنه على الرغم من استقرار الحركة، فإن أي تهديد ناجم عن الانهيار البركاني، لن ينشأ على الأرجح لآلاف السنين. ونُشر البحث الذي أجراه الدكتور موراي ومساعدوه على مدى 11 عاما، في مجلة Bulletin of Volcanology.
واستخدم العلماء البيانات التي تم جمعها بواسطة شبكة من محطات GPS حول البركان، حيث تراقب التغيرات الصغيرة الحاصلة ويذكر أن "جبل إتنا" يتحرك إلى الأسفل بسبب موقعه على قاعدة من الرواسب الرخوة والضعيفة نسبيا. وبينما أظهرت البيانات أن الجبل يتحرك من الشرق إلى الجنوب الشرقي، باتجاه مدينة "Giarre" الساحلية، أكد الدكتور موراي أنه لا يوجد داع لأن يشعر السكان المحليون بالقلق.
وتعد هذه المرة الأولى، التي يتم فيها ملاحظة "انزلاق الجزء السفلي" في البركان النشط بأكمله. ومع ذلك، تشير البحوث التي أجريت على البراكين المنقرضة، إلى احتمال أن تؤدي هذه الظاهرة إلى انهيار "مدمر" في جوانب الانحدار، ما قد يتسبب بحدوث انهيارات أرضية.
وتم تسجيل أول ثوران للبركان لأول مرة عام 1500 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين ثار "جبل إتنا" حوالي 200 مرة، مع حدوث موجة من النشاط في العقود الأخيرة.
وأدى آخر حدث من هذا النوع عام 2017، إلى إصابة عدد من السياح وأفراد طاقم "بي بي سي"، بسبب "الصخور المغلية والبخار".