النجاح الإخباري - تاريخ الحضارة البشرية مليء بالكثير من الحروب الدامية، حروب أزهقت الآلاف بل الملايين من الأرواح، ومنها من استمر لسنوات وعقود طويلة، كان الخراب والقتل العنوان الرئيسي والأبرز خلالها، ولكن التاريخ نفسه، يسجل عددًا لا يُستهان به من الحروب التي وقعت لأسباب أقل ما يقال عنها بأنها «تافهة»، ومن غير المنطقي أن يقتل كل هؤلاء الأشخاص بنزاع مسلح طويل الأمد لأجل هذه الأسباب، ونقدم لكم في هذا المقال، أبرز الحروب في التاريخ التي شُنّت لأسباب تافهة وساذجة.
أستراليا: حرب طيور الـ«إيمو»
على خلاف أي حرب حدثت في التاريخ، وقعت هذه الحرب الغريبة بين البشر وطيور الـ«إيمو» في أستراليا، وليس بين البشر والبشر، حيث اضطرت الحكومة الأسترالية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1932، إلى إنزال قوات الجيش بكامل عتادها وأسلحتها، لمواجهة طيور الـ«إيمو» التي انتشرت بأعداد كبيرة حينها، وصل إلى ما يقارب الـ 20 ألف طائر، تسببت بالكثير من الخراب للمحاصيل، والهجمات الضارية على المواطنين الأستراليين.
الأمر المفاجئ في هذه الحرب التي استمرت لأكثر من أسبوع، أن طيور الـ«إيمو» المعروفة بشراستها وقوتها، انتصرت على قوات الجيش النظامي الأسترالي، وعلى الرغم من قتل ما نحوه 2500 طائر، إلا أن معظمها تمكن من الهرب والاختباء من الجنود المسلحين، ما دفع قائد الجيش الأسترالي حينها بعد أن أصابه اليأس، إلى الانسحاب من هذه الحرب، وانتصار طيور الـ«إيمو».
هندوراس والسلفادور: حرب كرة القدم
في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، كان التوتر قد وصل إلى أشده بين دولتي هندوراس والسلفادور في أميركا الجنوبية، ولعب الحظ السيئ دوره في العام 1970، حين جمعت قرعة تصفيات كأس العالم لكرة القدم، منتخبي الدولتين في مباراة حاسمة، تؤهل من يفوز بها إلى المونديال، وكانت الشرارة التي أشعلت كل شيء فوز منتخب السلفادور حينها، حيث تم مباشرة بعد المباراة نشر قوات الجيش لكلا البلدين على الحدود، وبدأت حرب طاحنة بينهما، التي استمرت طوال خمسة أيام متواصلة، انتهت بعد جهود الوساطة الدولية.
فرنسا والمكسيك: حرب الفطائر
خلال أعمال شغبٍ اندلعت في مدينة «مكسيكو» بالعام 1828، تعرض محل لبيع الفطائر يملكه شخص فرنسي، إلى التخريب والتحطيم والنهب، وعلى الرغم من طلب صاحب المحل الفرنسي تعويضًا من الحكومة على الضرر الذي أُلحق به، إلا أن السلطات المكسيكية تجاهلت شكواه ومطالبه.
بعد 10 أعوام من هذه الحادثة، قرر ملك فرنسا «لويس فيليب»، الذي كان مستاءً في الأساس من عدم دفع المكسيك لما عليها من ديون لفرنسا، قرر أن يطلب بشكل رسمي من الحكومة المكسيكية أن تدفع 600 ألف بيزو تعويضاً للخسائر التي تعرض لها صاحب المحل، وحين جاءه الرد بالرفض، أعلن شنّ الحرب على المكسيك في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1838، والتي استمرت طوال 5 أشهر، لتنتهي في شهر آذار/ مارس من العام 1839، بعد تدخل الحكومة البريطانية لإيقافها، وانتهت الحرب بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين كان أحد بنود الاتفاقية دفع التعويض لصاحب محل الفطائر الفرنسي.
إيطاليا: حرب الدلو
هل تصدق أن هذه الحرب التي اندلعت بين اثنتين من مدن إيطاليا المستقلة حينها، مدينتا «بولونيا» و«مودينا»، قامت لأجل «دلـــــو خشبي»؟ ، صدق ذلك عزيزي القارئ، فهذه الحرب التي اندلعت في العام 1325، كان سببها قيام مجموعة من جنود مدينة «مودينا» بالهجوم على «بولونيا» وسرقة هذا الدلو الخشبي، والعودة به إلى مدينتهم.
أثارت هذه الواقعة غضب أهالي «بولونيا»، وقامت بإعلان الحرب على المدينة الأخرى، واستمرت نيران الحرب لأكثر من 12 عامًا متواصلة، قُتل خلالها الكثير من الجنود والمدنيين، إلا أنه وبعد انتهاء الحرب لم تستطع مدينة «بولونيا» استرجاع الدلو الخشبي، الذي لا يزال إلى الآن معلقًا في برج يُدعى «برج الجرس» في مودينا.