النجاح الإخباري - كانت التلميذة تنتظر أمّها أمام باب المدرسة لتعود معها إلى البيت كما اعتادت كلّ يوم بعد انتهاء الدّروس. وقفت وهي تحمل محفظتها وعيناها تراقبان بانتباه الماشين والغادين في انتظار أن تظهر أّمّها فقد تأخّرت قليلاً عن الموعد المعتاد.
القصة بدأت، كما أخبرت الطفلة فيما بعد، عندما وقف شابّ أنيق غير بعيد عن التلميذة يراقب التّلاميذ حتى أدرك بسهولة أنّ الطّفلة الواقفة أمام باب المدرسة تنتظر أحداً، تقدمّ نحوها وهو يبتسم وبادرها قائلاً: «أمّك تأخّرت بسبب طارئ ولن تأت اليوم إليك، وكلّفتني أن أوصلك عوضاً عنها إلى البيت». حدّقت الطّفلة في وجهه مليّاً في نظرة فاحصة ثمّ توجّهت إليه بالسّؤال: «هات كلمة السرّ».
كلمة السر
نظر إليها الشاب مبتسماً مستغرباً سؤالها الحريص غير المنتظر، ولم يفهم ربّما مغزاه وأجاب: أيّ كلمة سرّ؟ ماذا تقولين؟ آنذاك سارعت التلميذة بالرّكض نحو بهو المدرسة وهي تصرخ طالبة النّجدة، وعندها فرّ الشاب واختفى وسط ازدحام شوارع المدينة.
وهرعت مديرة المدرسة إلى التلميذة عندما سمعت صراخها مستفسرة عمّا حصل، فروت لها ما جرى مع الشّاب وأعلمتها أنّ أمّها أوصتها أنّه في حالة وحصل مانع طارئ ولم تقدر على المجيء للعودة بها إلى المنزل، وإذا تقدّم لها من سيرافقها للبيت بتكليف منها فعليه، مهما كان هو، أن يكشف لها عن كلمة السرّ.
وهذه الكلمة لقّنتها لها أمّها، وطالبتها بأن لا تكشف عنها لأيّ كان، وأوصتها بأن تسارع بطلب النّجدة عبر الصّراخ، وتركض إلى أقرب مكان منها إذا أدركت أنّ من اقترب منها لا يملك كلمة السرّ، وهذا ما طبّقته الطفلة بالضّبط.
ووصلت الأم متأخرة ولمّا علمت بما حصل لابنتها أخبرت مديرة المدرسة، أنّها شاهدت في مناسبات متكرّرة في التلفزيون أخباراً تتحدّث عن خطف الأطفال، وأنّها قرّرت بسبب ذلك أن ترافق ابنتها كلّ صباح ومساء في ذهابها إلى المدرسة وعودتها منها، وإن تعذّر عليها المجيء وأرسلت لها من سيرافقها فقد خطرت لها فكرة استعمال «كلمة السرّ»، هي المفتاح وهي «الشّيفرة» لتطمئنّ إليه وتقبل الذّهاب معه.
أعجبت مديرة المدرسة بذكاء الأم واستنباطها لهذا الأسلوب المبتكر في حماية ابنتها، والأمّ من جهتها فرحت بنجاح خطّتها في إنقاذ ابنتها من خطر اختطافها.