النجاح الإخباري - قسمت المخلوقات بما فيها الحيوانات البرية في القرون الوسطى وفق جوانب مختلفة من طبيعة البشر. فمثلا الثعلب- ماكر وخادع، الحمامة- رمز السلام، الذئب- رمز العدوان.
وشمل هذا التقسيم الحيوانات البحرية مثل الدلافين وغيرها وكذلك الحيوانات الأسطورية التي منحت ميزات مختلفة، ولكن أيا منها لم يحصل على صفة الخلود. سوى حيوان واحد يمكن أن يعيش أبد الدهر.
هذا الحيوان هو قنديل البحر الذي يسمى Turritopsis dohrnii وقطر قبته لا يتجاوز 4.5 ملم. وهو نوع من العوالق الحيوانية التي تفضل قناديل البحر الهجرة برفقتها. اكتشف هذا القنديل أول مرة في مطلع القرن الحالي وبعد سنوات اكتشف العلماء أن بإمكانه العيش أزليا.
موطن هذا القنديل في البحر الكاريبي ولكنه انتشر حاليا في مختلف أنحاء العالم، حيث عثر عليه في البحر الأبيض المتوسط وسواحل اليابان. يقول علماء من معهد سميثسونيان البحري، مازحين بعض الشيء، إن قنديل البحر هذا هو بداية الغزو الكوني. بالطبع في كل مزحة، توجد حقيقة : حاليا لا يوجد على الأرض كائن حي ثان مثل هذا القنديل.
من المهم أن نفهم أن الحديث لا يدور عن الخلود المطلق. لأن القضاء على مثل هذا المخلوق الصغير بسيط جدا. ومع ذلك، لدى هذا النوع شيء لا أحد يستطيع تكراره. فأي نوع آخر من قناديل البحر يعيش عدة أشهر فقط. أما القنديل Turritopsis dohrnii، فإنه عندما يتعرض لظروف غير ملائمة يعود ببساطة إلى المرحلة الأولى من حياته. في هذه المرحلة يتوقف نمو القبة والمجسات، وبدلا منها تنمو على القبة براعم يتغذى منها. أي يمكن القول عندما يشعر هذا القنديل بالخطر يعود إلى أيام الطفولة، ويبدأ التطور من جديد.