النجاح الإخباري - يلاحق الموت والشيخوخة كل الكائنات الحية، إلا أن بعضها يعيش طويلا، فيما تموت أنواع أخرى من الحيوانات بعد حياة قصيرة ويعتقد علماء الأحياء أن حلول الموت يتعلق بعدد دقات القلب. ومن الواضح أن قلب الحيوان الصغير يدق أسرع من الحيوان كبير الحجم. لذلك فإن الأيض (التمثيل الغذائي) لدى الحيوان الصغير وكل العمليات في الجسم، بما فيها الشيخوخة، تجري بشكل أسرع.
وقال نيقولاي فورموزوف، الباحث في كلية الأحياء بجامعة موسكو إن "هناك علاقة بين حجم الحيوان وطول عمره. لكن من ناحية عدد دقات القلب فإن طول العمر متساو". إلا أن هناك استثناءات لتلك القاعدة.
وعلى سبيل المثال، تعيش بعض الكلاب الصغيرة أطول من الكلاب كبيرة الحجم. وافترض فورموزوف أن سبب ذلك يعود إلى اضطرابات وراثية ما وهناك مثال آخر يخص الخفافيش التي يعيش بعضها 25-28 سنة رغم أن غالبيتها تعيش عامين فقط.
أما فئران الخلد العاري التي تنتمي إلى أسرة الثدييات، فتعيش 31 عاما، ويفسر العلماء هذا الأمر بطريقة حياتها، علما أن فئران الخلد العارية تعيش خلافا لكل الثدييات في مستعمرات كبيرة على غرار النمل والنحل ولديها زوج حاكم واحد (أنثى وذكر)، ويبلغ عمر كل منهما أحيانا 40 عاما، ما يعد عمرا كبيرا جدا للحيوانات بنفس حجمها.
وعلاوة على ذلك فإن نسبة إصابة فأر الخلد العاري بمرض السرطان متدنية جدا مقارنة بالثدييات الأخرى أما أنواع الحيوانات الأخرى التي تتكاثر عن طريق الانقسام فيمكن اعتبارها خالدة عمليا لأن عملية الانقسام يمكن أن تجري إلى ما لانهاية.
وفيما يتعلق بالإنسان، فكان متوسط عمره سابقا يتراوح بين 25 و30 عاما، ما يتناسب تماما مع الحيوانات من الحجم نفسه. أما الآن فصار الإنسان يعيش في المتوسط 70-80 عاما. ويرى نيقولاي فورموزوف أن سبب ذلك يكمن في عوامل اجتماعية وبالدرجة الأولى تطور الطب.
وتجدر الإشارة إلى ظاهرة تسمى بـ "تجاهل الشيخوخة"، يمكن ملاحظتها لدى أنواع مختلفة من السلاحف والإسفنج وبعض الأسماك التي تعيش في أعماق البحر