غيداء نجار - النجاح الإخباري - يقع الخريف بين فصلي الصيف والربيع، ليودع الحر وينتظر استقبال المطر، يصبغ أوراق الشجر بالأصفر لتبذل وتسقط على الأرض، يتقلب به المناخ، وتبدأ الطيور بالهجرة، ولا يقف على ذلك فقط، فهو يقلب المزاج ويتلاعب بالمشاعر، وكأنه يداعبها برياحه.
ففي الخريف؛ تتبدل المشاعر ويتغير المزاج، وبالأغلب يشعر الأشخاص بالإكتئاب بسبب التغيرات المناخية وقصر ساعات النهار، ويطلق عليه "الاكتئاب الموسمي".
وتؤكد الإخصائية النفسية عروب جملة لـ"النجاح الإخباري" على هذا الكلام، وتقول: "تقلب المناخ واختفاء أشعة الشمس وتساقط اوراق الشجر يؤثر سلبا على بعض الاشخاص ويسبب لهم الاكتئاب".
وتضيف "كما ان خوف الناس من الامراض التي يسببها فصل الشتاء من انفلونزا او حساسية، يجعلهم يصلون لمرحلة الاكتئاب، وهذا يختلف من شخص لآخر".
ومن المشاعر والأعراض التي تتملك الإنسان في هذا الجو؛ الخمول، والاضطراب المزاجي، الشعور باليأس، وفقدان الطاقة، صعوبة التركيز، مشاكل بالنوم و الشهية، تساقط الشعر، والشعور بالوحدة".
ويقول ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ": ﺗﺠﻨﺒﻮﺍ ﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ".
أما الشاعر السوري الراحل نزار قباني، فقد أضاف فصلاً خامساً سمَّاه (فصل البكاء)، وهو وقت بين الخريف والشتاء، فيقول في قصيدته (تناقضات ن.ق الرائعة):
وبين كلام الهوى في جميع اللّغاتْ، هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ، وشِعْرٌ سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ
وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة، يوجد وقتٌ يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ
وما بين نُقْطَة حِبْرِ ونُقْطَة حِبْرٍ، هنالكَ وقتٌ ننامُ معاً فيه بين الفواصلْ
وما بين فصل الخريف وفصل الشتاءْ هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ
تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ
وتعد الأجواء المسيطرة على هذا الفصل من غيوم وانخفاض الحرارة المفاجئ وتراجع ضوء الشمس مقارنة بفصل الصيف من أكثر الأسباب التى تربطه بحالات الاكتئاب، وذلك نتيجة لأن ضوء النهار يدعم جزء من المخ يطلق عليه "المهاد" وهو المسؤول عن إفراز مادة "السيروتونين"، والتى تعمل على تحسين المزاج العام.
كما ان أن فترة الخريف تأتي بعد فترة طويلة من الصيف والعطلة الصيفية التي يقضي فيها الناس وقتا كافيا من المتعة والإجازة الطويلة، وعادةً ما تكون مسلية، ومن ثم يرتبط الخريف بأذهان الجميع بمرحلة العودة إلى المدرسة والعمل، وبالتالي قد يسبب ذلك الاكتئاب لفترة من الوقت.
ومن الطرق البسيطة لتجنب تلك الحالة، قيام الفرد بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم سعيد، وكذلك ممارسة الرياضة، وتجربة إعداد أطعمة جديدة وابتكار أفكار تسلية جديدة وكثيرة، من شأنها أن تخفف من الحزن.