النجاح الإخباري - بون بون الصراصير وفودكا الحشرات، ليس من المفترض أن ترتبط هذه الكلمات عادة بمأكولات وقائمات طعام حائزة على نجمات ميشلين، ولكن، مؤسسة التصميم الحضري والهندسة المعمارية "تيريفورم أوبن نيتوورك لعلم البيئة"، تأمل في تغيير عقلية رواد المطاعم لحمايتهم في حالات الطوارئ في مأوى مزرعة الصراصير.
ورغم أن الشكل الخارجي الغريب لـ "مأوى الصراصير"، والمصنوع من مادة البلاستيك، وتصميمه الداخلي الشبيه بالمستشفيات، يبدو غريباً وفضائياً، إلا أن ميتشيل جوخيم، أحد مؤسسي تيريفورم، يوضح أن المبنى يتبع أسلوب عمارة جديد يهدف إلى حماية البشر وتأمين الطعام لهم في حالات الكوارث.
ويقول جوخيم إن المبنى مزيج بين مأوى لحالات الطوارئ ومزرعة عامودية، ولكنه أيضاً طريقة ذكية لإدخال الحشرات المليئة بالبروتين إلى عالم الطبخ الفاخر.
ويتكون المبنى الواقع في بروكلين نافي يارد في مدينة نيويورك الأمريكية، من وحدات مفصلة من إطارات رقائق الخشب، و264 حجرة بلاستيكية، أو ما يسمى بمنازل الحشرات، موضوعة داخل الإطار ومكدسة فوق بعضها.
وفي حال وقوع كارثة طبيعية ما، يستطيع المأوى بتصميمه الجاهز أن يُنقل إلى أي مكان، كما صمم غلافه الخارجي ليوفر حماية من عناصر الطبيعة، فضلاً عن تميزه بنظام للزراعة المستدامة، لإنتاج أطعمة بنسبة مرتفعة من البروتين في المناطق المنكوبة.
ولكن، أكثر ما يثير اهتمام جوخيم في المشروع الغريب ليس تصميم المبنى بحد ذاته، وإنما احتمال الاستفادة من الصراصير كمكون نظيف وصديق للبيئة، يحتوي على نسب عالية من البروتين مقارنة بالوجبات الغذائية العادية.
ويشرح جوخيم أن ملياري شخص حول العالم يأكلون الحشرات كجزء من نظامهم الغذائي اليومي، مضيفاً أن كل غرام من بروتين الحشرات، يتطلب مياهاً أقل بـ400 مرة لإنتاجه مقارنة باللحوم الأخرى، فضلاً عن أن تربية الحشرات تنتج نسبة كربون أقل بـ200 بالمائة من تربية الماشية التقليدية.
ورغم أن الصراصير قد لا تكون المادة الغذائية الأكثر جاذبية لأذواق البشر في الوقت الراهن، إلا أن جوخيم يعمل مع طهاة وشركات مواد غذائية في بروكلين، لفتح المجال أما إدخال الحشرات إلى أنواع الطعام المختلفة في المطاعم الأمريكية.