النجاح الإخباري - العين تحمي لإنسان من الحسد، أو ما يُعرف بـ "صيبة العين"، نضعها على عتبة المنزل، حول أعناقنا، في السيارة، فوق السرير، نعلّقها على ملابس أطفالنا… فهي لا تفارقنا ابدا!
هي الخرزة الزّرقاء التي لا تفارق شريحة كبيرة من المجتمع، فما هي أصولها، وما هو الرأي العلمي والديني بهذه العادة، وما مدى صحّة فوائدها؟
يشرح الاب والاستاذ الجامعيّ هاني طوق بطريقة علميّة قدرات العين المحدودة التي لا يمكن أن تُصدر موجات سلبيّة، لافتاً الى ان العين هي إحدى الحواسّ الخمس التي تتلقى فقط ولا يصدر منها إلا الدّموع، إذ انها تتلقّى كل الصّور وتخزّنها في الذاكرة، لذلك فمن المستحيل أن يخرج منها أي شيء.
وفي هذا الاطار، روى الاب طوق حقيقة عادة الخرزة الزرقاء وصيبة العين، مشدّداً على انها من الموروثات الشعبيّة التي تلقّيناها من القبائل العربية التي كانت تعتبر أصحاب العيون الزرقاء مرضى، وبالتالي يمكن لهؤلاء المرضى ان ينقلوا مرضهم الى الآخرين، ولتحاشي هذا الامر، قرّروا مجابهته باللون نفسه، أي بـخرزة زرقاء أو بأي شيء أزرق آخر، للحفاظ على صحّتهم وإبعاد الخطر عن حياتهم.
من جهته، أوضح الخبير في الشؤون الاسلاميّة الدكتور أحمد موصلّلي أن فكرة الخرزة الزرقاء هي كناية عن "فولكلور" لا علاقة له بالدين، لا من قريب ولا من بعيد، اتّبعه الناس وتناقلته الاجيال على مرّ الزمان عن طريق الرواية الشفهية غالباً، وهو ليس حقيقة إذ لا أسس دينيّة أو علميّة له، لافتاً الى أن الشّر موجود طبعاً، لكن إبعاده عن الانسان لا يتمّ إلا بواسطة الدعاء الديني أي القرآن ، وليس بواسطة هذه الامور الماديّة، فهي أمور ترفضها المرجعيّات الدينية ولا تعترف بها.