النجاح الإخباري - العائلة عاشت ساعات من الرعب والترقب بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، على وقع أزيز الرصاص، واستشهاد ابنها "أحمد"، إثر عملية عسكرية واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي.
"تم تقييدي واحتجازي لعدة ساعات خلال العملية، شاهدت جثة ملقاة على الأرض، كانت لشخص يشبه أخي وبملابس أخي، لقد عرفته من ملابسه".
بهذه الكلمات بدأ "محمد" شقيق الشهيد أحمد إسماعيل جرار (31 عاماً) في حديثه للأناضول، يروي ما عاشته العائلة ليلة الأربعاء/الخميس، بحي وادي برقين بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، على وقع أزيز الرصاص، وفقدان "أحمد"، إثر عملية عسكرية واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي.
ساعات عاشت فيها عائلة "جرار" حالة من الخوف والترقب، وكانت منازلها هدفاً للعملية العسكرية التي أدت أيضا إلى هدم 3 من منازلها بشكل كامل وتسويتها بالأرض، بالإضافة لهدم رابع بشكل جزئي.
واستهدفت العملية القبض على شبان تتهمهم إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل مستوطن قرب نابلس (شمال) الأسبوع الماضي، بحسب إعلام إسرائيل.
وتضاربت الأنباء طيلة ساعات الليل وحتى الصباح حول هوية الشهيد، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بداية الأمر استشهاد "أحمد نصر جرار"، قبل أن تتراجع عن ذلك لتعلن فيما بعد أنه ليس الشهيد، وإنما ابن عمه "أحمد إسماعيل جرار".
وسبّب تضارب الأنباء، وعدم إعلان الجيش الإسرائيلي لهوية المستهدفين بالعملية، حالة من الإرباك والقلق الكبيرين بين أفراد العائلة، لا سيما والدة "أحمد نصر جرار"، الذي أعلن عن استشهاده ليلاً، وفي ساعات الصباح كان هناك نفياً للخبر.
وما أن انسحبت القوات الإسرائيلية مخلفة دماراً كبيرا بعد هدم المنازل، حتى خرج أفراد عائلة "جرار" من المنازل المحيطة التي احتجزتهم القوات الإسرائيلية فيها، وهم بحالة يرثى لها، بحسب شهود عيان، منهم من أصيب بحالة إغماء وانهيار، نتيجة الصدمة من رؤية منازل العائلة وقد سوّيت بالأرض.
أما والدة "أحمد نصر جرار"، فخرجت تردد وتسأل كل من تراه أمامها "هل استشهد أحمد؟ هل أحمد استشهد؟".
ويواصل محمد شقيق الشهيد أحمد جرار، حديثه للأناضول، مشيرا أن أحمد كان شقيقه الوحيد من الذكور.
ومضى "أنا الأخ الأكبر، وأحمد يصغرني بعامين، ولنا أربع شقيقات، كان شاباً بسيطاً ولم نلحظ انخراطه بأعمال المقاومة".
وعن آخر لحظاته مع شقيقه، يضيف "كنت أنا وأحمد قبل دخول الجيش الإسرائيلي بدقائق قليلة نسير سويا، افترقنا عندما دخلت منزلي، وأحمد كان يريد الذهاب لزيارة صديق له، لكن القوات الخاصة الإسرائيلية كانت قد اقتحمت المنطقة، وتبعها دخول آليات الجيش والجرافات، واندلع حينها اشتباك مسلح".
ووفق محمد، فإن "الجيش الإسرائيلي طالب عبر مكبرات الصوت أحمد جرار بتسليم نفسه، لكن لا نعلم هل كانوا يقصدون أخي أم ابن عمي أحمد نصر جرار".
ويضيف: "لم ألحظ انخراط أحمد بأعمال مقاومة، تفاجأت براوية المخابرات الإسرائيلية عندما تم التحقيق معي ليلاً خلال العملية، حيث قال لي أحد الضباط الإسرائيليين: أخوك أطلق النار على جنديين وأصابهما ما اضطرنا إلى قتله".
وذكر أن شقيقه كان طالباً يدرس العلوم المصرفية والمالية في جامعة القدس المفتوحة (حكومية) بجنين، وكان قد أدى امتحانه بالجامعة الأسبوع الماضي.
وبحسب محمد، "ينحدر أحمد من عائلة مناضلة ومحافظة، وهي عائلة كبيرة في فلسطين، كان شابا بسيطا له انتماء وطني اتجاه وطنه وأرضه ومقدساته، ولا ينتمي لتنظيم معيّن".
وعمل أحمد بعدد من الأعمال الحرة خلال حياته، ولم يعتقل سابقاً لدى الجيش الإسرائيلي، لكنه اعتقل عدة مرات لدى أجهزة الأمن الفلسطينية، حسب شقيقه.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، إن اشتباكًا مسلحًا وقع في مدينة جنين، بين قوة من الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين، أدى لإصابة جنديين إسرائيليين.