النجاح الإخباري - تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة غداة صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، والتي سارعت لإبداء امتعاضها من حليفها الأميركي لعدم تصويته ضدّ القرار كما فعل مراراً منذ اندلعت الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر.
واستمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما رفع عدد ضحايا قصف منزل عائلة أبو نقيرة شمالي رفح إلى 18 شهيدًا، وإصابة العشرات بجراح مختلفة.
وأفادت مصادر أن المنزل كان يؤوي أكثر من 50 نازحًا من مناطق متفرقة من القطاع، وتم نقل جثامين الشهداء والجرحى إلى مستشفى أبو يوسف النجار، فيما يواصل الدفاع المدني أعمال البحث عن ناجين أو جثامين.
كما استهدفت طائرات الاحتلال أيضا مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الحي السعودي غرب مدينة رفح، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين نقلوا جميعا إلى مستشفى الكويت.
كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي منازل المواطنين في حي النصر شمال شرقي رفح، ما أوقع العديد من الإصابات، بالتزامن مع استمرار التحليق المكثف للطائرات الحربية والمسيرة في سماء محافظات القطاع.
وفي مدينة خان يونس، التي باتت مركز عمليات جيش الاحتلال، سمع دوي انفجارات بحي الأمل وسط تحليق طائرات الاحتلال في سماء المحافظة.
ووفقا للمعلومات تم انتشال، أمس، أكثر من 15 شهيدا من مناطق مختلفة بالمحافظة جراء استمرار القصف، فيما يتواصل حصار المستشفيات (ناصر والأمل) في خان يونس، وإخلاء جميع المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية أيضا منهما.
وفي مدينة غزة بالشمال، سُمع دوي انفجارات عنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي، ووفقا لمراسلنا فإن جيش الاحتلال نسف عددا من المنازل في محيط المجمع مع استمرار فرض الحصار على المستشفى.
كما تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة والقصف المدفعي على مخيم الشاطئ وحيي النصر والشيخ رضوان ومنطقة الرمال وغيرها في مدينة غزة، وسط أنباء عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي، فقد شنّت إسرائيل ليل الإثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.
وفجر الثلاثاء دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، وكذلك أيضاً في الشمال بحسب ما أعلن جيش الاحتلال.
والإثنين، حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وزير جيش الاحتلال، يؤاف غالانت، خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، مجدّداً التأكيد على رفض الولايات المتّحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إنّ بلينكن «كرّر دعم الولايات المتّحدة لضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، لكنّه كرّر معارضته لعملية برية واشعة النطاق في رفح».
وأضاف أنّ الوزير الأميركي "شدّد على وجود حلول أخرى غير غزو برّي واسع النطاق، وهي حلول من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين".
من جهته، قال غالانت إنّه "لا يحقّ لنا من الناحية الأخلاقية وقف الحرب طالما أنّ هناك محتجزين في غزة"، مشددًا على أنّ نتيجة هذه الحرب ستحدّد شكل المنطقة لسنوات مقبلة، مؤكّداً أنّه من أجل ضمان أمن إسرائيل لا بد من هزيمة حماس.
وألغى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، زيارة وفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة احتجاجاً على عدم استخدام واشنطن حقّ الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور القرار الداعي لوقف لإطلاق النار.
وطالب القرار، الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتاً مؤيّداً وامتناع عضو واحد عن التصويت هو الولايات المتحدة، بـ"وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ "يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم". كما يدعو القرار إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين.