النجاح الإخباري - بدأت جولة جديدة من المحادثات بين حركة حماس وإسرائيل في قطر حول وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. وسط ضغوط أميركية ودولية على حكومة الاحتلال، خشية وقوع كارثة إنسانية جديدة في القطاع.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع قولهم، إن إسرائيل وحماس بدأتا أمس التفاوض للمرة الأولى منذ أشهر على تفاصيل اتفاق محتمل للإفراج عن محتجزين إسرائيليين ووقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.
وأشار الموقع إلى أن من الممكن أن يؤدي الاقتراح الحالي الذي يتم التفاوض عليه إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وإطلاق سراح 40 محتجزا من نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم على 50 عامًا وآخرين في حالة طبية حرجة، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن هناك فجوات بين الطرفين، لكن رد حماس اقترب من الإطار الأصلي وسمح للمفاوضات بالتقدم نحو التوصل إلى تفاصيل الاتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ«أكسيوس» إن المفاوضين الإسرائيليين سيبقون في الدوحة لمواصلة المحادثات التفصيلية مع الوسطاء القطريين والمصريين، وقد تستغرق الجولة الحالية أسبوعين على الأقل.
فيما أشارت صحيفة "يديعوت آحرونوت" إلى أن هناك تساؤلات كبيرة تتعلق بالصلاحيات التي حصل عليها الوفد الإسرائيلي، الذي يترأسه ديفيد برنياع رئيس الموساد.
وجاءت هذه المحادثات في أعقاب تقديم حركة حماس مقترحها للوسطاء بشأن إنهاء الحرب، يوم الخميس الماضي.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول إسرائيلي: "لقد بدأت المفاوضات.. ستكون طويلة وصعبة ومعقدة، وهناك حاجة إلى قدر كبير من الصبر".
وتخشى الأوساط الإسرائيلية من التفاؤل الزائد لدى أهالي المحتجزين، وأوضح المصدر: "من المهم أن يعلم أهالي المحتجزين، وهم الأهم بالنسبة لنا، أن العمل الجاد يجري على مدار الساعة، لكن الأمر سيستغرق وقتا وسيكون صعبا ومعقدا".
ومن المرجح أن يعود رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى إسرائيل الليلة لإجراء عدة لقاءات، فيما سيبقى باقي الوفد في الدوحة لبضعة أيام، وسيشكلون "البنية الأساسية" لاستمرار المفاوضات، ومن المتوقع أن يتوجه برنياع إلى الدوحة مرة أخرى في المستقبل القريب، بحسب يديعوت أحرونوت.
وأضافت الصحيفة أن المحادثات غير المباشرة في الدوحة ستجرى بصيغة مشابهة لتلك التي جرت في المفاوضات حول صفقة شاليط قبل 13 عاما، حيث سيبقى الوفد الإسرائيلي في مبنى، في حين يبقى ممثلو حماس في مبنى آخر غير بعيد، فيما يتحرك الوسطاء بين الجانبين على أمل تحقيق التوافق حول رؤية موحدة.
وأشارت إلى أن الوفد الإسرائيلي توجه إلى الدوحة بـ "تفويض" وافق عليه أمس مجلس الحرب والمجلس الوزاري الأمني (الكابينت)، مع بعض القيود، حيث عرض الوزراء في المجلسين "خطوطاً حمراء"، ولم يقبلوا كل الطلبات التي قدمها فريق التفاوض.
وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن "الوزراء لم يقولوا (لا) بشأن أي شيء.. ولكنهم وافقوا على أقل مما تريده حماس".
وتابع المسؤول أن نتنياهو أر بتقليص مرونة الفريق فيما يتعلق بعدد الأسرى الأمنيين الذي تطالب به حماس إلى العدد الذي ترغب إسرائيل في إطلاق سراحهم.
من جانب آخر، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الدول الوسيطة في المفاوضات نقلت إلى إسرائيل رسالة مفادها أن "هذه هي المرحلة الأخيرة من المفاوضات، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس الآن، فإن المحادثات ستنتهي".