النجاح الإخباري - قال القيادي في حركة حماس وليد الكيلاني، والناطق الإعلامي باسمها، إن الفصائل ما زالت تُجري مشاورات واتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي ما وصفها بتطلعات الشعب الفلسطيني، لكنه اتّهم الجانب الإسرائيلي بالتعنت أمام مطالب الفصائل.

وأضاف في حديث له اليوم لـ"وكالة أنباء العالم العربي" إن مطالب الحركة "هي مطالب إنسانيّة بحتة، مثل عودة النازحين والإيواء وإدخال مساعدات بشكل كافٍ وعودة النازحين إلى الشمال؛ بينما العدو الصهيوني مطالبه مطالب كيدية ومطالب لا إنسانية ومطالب انتقامية".

وعبّر عن اعتقاده بقوله: "ستأتي الساعة التي يخضع فيها (الجانب الإسرائيلي) لشروط المقاومة"، مشيرا إلى صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني بعد احتجاز الجندي الإسرائيلي على مدى أكثر نحو خمس سنوات. 

وقال "حينما كان لدى المقاومة جندي أسير، وهو شاليط، في بداية المفاوضات، قالوا لديكم جنديّ فنخرج مكانه أسير فلسطيني؛ ولكن بعدما صلّبت المقاومة موقفها ولم ترضخ لشروط العدو الصهيوني، استطاعت أن تخرج 1027 أسيرا فلسطينيا بعد فترة من الزمن.

وأضاف "لذلك نقول لا خيار لدى المقاومة والشعب الفلسطيني سوى الصمود... نحن أرضنا محتلّة؛ ونحن نقاتل؛ وكلّ الشرائع وكل القوانين الدوليّة كفلت حقّ المقاومة... المشكلة ليست وليدة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)؛ إنّما المشكلة عمرها أكثر من 75 عاما، وسبب هذه المشكلة هو الاحتلال الذي يحتلّ أرض فلسطين".

وتابع "جرّبنا المفاوضات على مدار 30 عاما من اتفاقية أوسلو، لم تجلب أي أمن أو استقرار، ونرى الاعتداءات المتكرّرة في الضفة الغربية، حيث لا توجد لا قواعد ولا صواريخ ولا أسلحة للمقاومة كما يدّعون، ولكن الاعتداءات من قبل المستوطنين والمتطرفين مستمرة حتى هذه اللحظة، وهم يتوعدون الفلسطينيين".

وأردف: "المقاومة وقيادة الحركة تذهب إلى القاهرة للتوصل إلى اتفاق؛ ولكن من يؤخّر ويعرقل هو العدوّ الصهيونيّ، وهو متعنّت ويُراوِغ ويريد كسب وقت أكبر لتحقيق أهدافه... المقاومة ما زالت تُجري المشاورات والاتصالات للتوصّل إلى اتفاق يُرضي شعبنا الفلسطيني ويكون بمستوى تطلّعاته وبمستوى التضحيات التي قدّمها خلال معركة طوفان الأقصى".

واعتبر الكيلاني أن الجانب الإسرائيلي يريد كسب الوقت عبر "هدنة مؤقّتة ليأخذ استراحة المحارب، وبعد ذلك يستأنف القتال، وهو يريد من كل عمليات التفاوض هذه فقط ملف الأسرى، بينما الملفات الأخرى لا يريدها". 
 
في المقابل، ذكر أنّه "لا اتفاق دون التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بقطاع غزة، وكذلك انسحاب العدو الصهيوني من كل مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات والمؤن والإيواء إلى محافظتي الشمال ومدينة غزة، ورابعا التفاوض الحقيقي على الأسرى دون أي عقبات، بالإضافة إلى عودة النازحين"، في إشارة إلى شروط الحركة في الورقة التي سلمتها للوسطاء في القاهرة.

* وقف إطلاق النار أولا 

وقال الكيلاني "الأصل أن يتم وقف إطلاق النار حتى يتم بحث باقي الملفات من ضمنها ملف الأسرى. من هنا نقول إن من يعرقل ومن يراوغ هو العدوّ الصهيوني". 

وبينما كال المسؤول الإعلامي لحركة حماس الاتهامات لإسرائيل بالتسبب في عرقة التفاوض، فقد أشار إلى أن "الجانب الإسرائيلي غاب عن موضوع المفاوضات في اللقاء الأخير في القاهرة؛ وهذا ما حال دون التوصل إلى اتفاق". 

وأضاف: "الوسطاء... يأتون بما يقدّمه المحتلّ، ويأخذون بما تردّ عليه المقاومة، وهم مشكورون على هذا الدور الكبير، أكان المصريون أو القطريون... المشكلة في الجانب الإسرائيلي؛ هو لم يحضر إلى القاهرة، ولم يستجب لشروط المقاومة، ولم يتجاوب مع الوسطاء".