وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - يتشبث الفلسطيني أحمد سعيد النازح عن بيته في شمال قطاع غزة بهاتفه المحمول على أمل سماع خبر تهدئة أو وقف إطلاق نار يعيده ومئات الآلاف غيره إلى ديارهم التي أجبرهم القصف الإسرائيلي على الرحيل عنها منذ اندلاع الحرب الحالية في القطاع.
يجلس سعيد داخل خيمة من القماش تقيه بالكاد برد الشتاء لكنها قد تسمح بدخول مياه الأمطار التي هطلت في موجات متعاقبة خلال أشهر الحرب الخمسة. لكن هاتفه المحمول لا يكاد يفارق يديه، ويحرص دائما على أن يجد مصدرا للكهرباء يحافظ من خلاله على شحن بطارية هاتفه.
فمع انقطاع بث الإذاعات المحلية العاملة في قطاع غزة منذ بدء الاجتياح البري الإسرائيلي في النصف الثاني من أكتوبر تشرين الأول الماضي، بات النازحون وما أكثرهم يبحثون في إذاعات إسرائيلية تبث عبر الإنترنت أي خبر يأتي بتطور سياسي لعله يوقف الحرب وينهي مأساتهم التي تصفها الأمم المتحدة بأنها الأصعب في القرن العشرين.
وقال سعيد لوكالة أنباء العالم العربي وهو يجلس داخل الخيمة وبيده الهاتف المحمول "بنسمع القناة الإسرائيلية.. أي خبر يكون منيح.. حتى نروح المناطق الآمنة الموجودة.. نروح عليها. أنا هيك مش عارفين أي حاجة. يادوب يجيلنا إرسال نسمع كلمة أو كلمتين تلاتة.. لما يقولوا لنا فيه منطقة آمنة أغلب الناس بيروحوا عليها. الإذاعات المحلية كلها مضروبة والتلفزيونات مضروبة".
وأضاف "طبعا نستنى الخبر بخبر.. أي خبر بنسمعه.. يقولوا تهدئة زي ما قالوا قبل يومين إن (الرئيس الأميركي جو) بايدن قال إنه هتصير فيه تهدئة نهار الاثنين.. والكل فرح لكن على الفاضي.. لكن ننتظر كل ساعة.. كل ساعة نستنى الراديو نسمع فيها على الفاضي ولا فيه تهدئة ولا حاجة.. تصير أحداث في البلد كلها ولا بندري عنها".
وطيلة 150 يومًا منذ اندلاع القتال، لم تعرف غزة التهدئة إلا لسبعة أيام في نوفمبر تشرين الثاني، في حرب مستمرة منذ السابع من أكتوبر راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 30 ألف شهيد و500 شخص، وخلّفت أكثر من 70 ألف جريح.