النجاح الإخباري - أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تحرك جدي من قبل الحكومة الإسرائيلية في مسعى لتحريك المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، في تقارير تأتي في ظل تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها إلى استئناف المفاوضات للإفراج عن المحتجزين في غزة.
وفي حين تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن الخيارات التي تبحثها تل أبيب، بما في ذلك إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات الطويلة (مدانون بتنفيذ عمليات أسفرت عن مقتل إسرائيليين)، قالت القناة 12 إن رئيس الموساد، حصل على "ضوء أخضر" من القيادة السياسية في إسرائيل، للمضي قدما في المحادثات مع الوسطاء.
بدروها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مصريين أمنيين، اليوم الأحد، أن إسرائيل وحركة حماس، "منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين"، فيما أشارا إلى أنه "لا تزال هناك خلافات حول كيفية تنفيذ ذلك". وذكر المصدران أن مصر وقطر، أصرتا على زيادة المساعدات وفتح معبر كرم أبو سالم قبل البدء في أي مفاوضات.
وقال المصدران لـ"رويترز" إن "حماس تصر على وقف إطلاق النار بشكل كامل ووقف الطيران في قطاع غزة كشرط رئيسي للقبول بالتفاوض، بالإضافة إلى تراجع القوات الإسرائيلية لبعض الخطوط على الأرض في قطاع غزة". وأفادا بأن "حماس أبدت موافقة على استكمال هدنة تسليم الرهائن بقائمة تحددها حماس ولا يفرضها عليها أحد".
وأضافا "اضطرت إسرائيل إلى الموافقة على قائمة الرهائن من المدنيين تحددها حماس، ولكن إسرائيل طلبت جدولا زمنيا والاطلاع على القائمة" قبل تحديد موعد وقف إطلاق النار ومدته. وذكرا أن إسرائيل ترفض تراجع القوات، فيما أشارا إلى أنه رغم فتح معبر كرم أبو سالم، إلا أن "المساعدات تتأخر بسبب عمليات التفتيش ولم تدخل غزة بعد".
وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها تل أبيب للعودة إلى مسار المفاوضات في محاولة للإفراج عن المزيد من المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، عقب مقتل ثلاثة رهائن برصاص الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، شمالي القطاع، انتعشت الآمال إزاء إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة إثر اجتماع رئيس الموساد، الجمعة، مع رئيس وزراء قطر.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد، دافيد برنياع، استعرض الخطوط العريضة المحتملة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وحصل على "الضوء الأخضر" للمضي قدما مع الوسطاء، وذلك بعد عودته من لقاء مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عقد في أوسلو، الجمعة، في محادثات "استكشافية" وصفت بـ"الإيجابية".
ونقلت القناة عن مصدر قالت إنه "مطلع على مضمون اللقاء بين برنياع ورئيس الوزراء القطري"، أن الأخير حث رئيس الموساد على المبادرة لتقديم مقترح إسرائيلي؛ ورجحت القناة أن يجتمع الاثنان مجددا في الأيام المقبلة، وسط تقديرات بأن الجانب الإسرائيلي سيقدم للوسطاء الخطوط العريضة لصفقة محتملة.
وقالت القناة 12 إن الخطوط العريضة لاتفاق جديد محتمل تشمل تقديم إسرائيل توجيهات تشكل خطوطا حمراء وستطالب الوسطاء بصياغة اتفاقية تراعي من خلالها الشروط الإسرائيلية؛ ولفتت القناة إلى أن "الجانب الإسرائيلي يصر على إطلاق سراح الأسيرات ومواصلة الحرب بمجرد انتهاء الصفقة".
وفي إطار المفاوضات، سيتم توسيع الفئات التي ستشملها عملية التبادل المحتملة لتضم "كبار السن والمرضى"، ورجح التقرير أن توافق إسرائيل على الإفراج عن أسرى فلسطينيين في عرض سيكون أكثر "سخاء"، على حد تعبيره، في إشارة إلى أسرى من أصحاب المحكوميات الطويلة.
وشددت التقارير الإسرائيلية على أن "اللغم الذي قد يعترض طريق المفاوضات هو إمكانية خلق أدوات ضغط على (رئيس حركة حماس، يحيى) السنوار، بعد حصوله على الوقود والمساعدات الإنسانية"، وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع على أن عملية المفاوضات "ستكون طويلة ومعقدة وسوف تستغرق وقتا طويلا"، مضيفا أن "أوراق المساومة بيد حماس".
وبحسب المسؤول، فإن المداولات الإسرائيلية يجب أن تحسم "ما سيكون موقف المسؤولين في حماس أو ردة فعلهم على عرض إسرائيلي محتمل"، وقال: "هناك توافق على أن أي عرض إسرائيلي جديد يجب أن ‘يهز‘ السنوار"، وأضاف أن العرض يجب أن "يكسر حالة الجمود ويحافظ على المصالح الإسرائيلية في الوقت ذاته".
ووفقا للهيئة البث العام الإسرائيلية، فإن إسرائيل باتت "تدرس جميع الخيارات في إطار محاولات التوصل إلى اتفاق مع حماس، بما في ذلك إطلاق سراح "أسرى نوعيين" في إشارة إلى أسرى من ذوي المحكوميات الطويلة؛ وبحسب هيئة البث الرسمية، فإن "إسرائيل كانت ترفض مناقشة الإفراج عن هذه الفئة من الأسرى في إطار الصفقة السابقة".
ونقلت القناة عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أن الاجتماع بين رئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري "ليس سوى البداية"، وشددوا على أن "الطريق لا يزال طويلا وصعبا"، وأضافوا أنه "إذا تم التوصل إلى ‘اتفاق حقيقي‘، فإن وقف إطلاق النار لبضعة أيام، كجزء من الصفقة، لن يؤثر على القتال في جنوب قطاع غزة".