غزة - النجاح الإخباري - استيقظ المواطن إياد زياد السوافيري 43 عاماً، على كارثة ألمت بمصدر رزقه الوحيد، الذي تحول لأثر بعد عين، جراء استهداف منجرته ومدهنته بصواريخ ارتجاجية أطلقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي منتصف الليلة الماضية.
ويقول السوافيري لمراسل "الحياة الجديدة"، وعلامات الحزن والحسرة تسيطران عليه، :" في غمضة عين تبخر كل شيء، وتبدد مصدر رزقي الوحيد، وعشر أسر أخرى تعتاش من المنجرة"، مضيفاً أن الخسائر التي تكبدها جراء تعرض منجرته ومدهنته للقصف الإسرائيلي جسيمة.
وتابع، أنه سمع أصوات القصف الإسرائيلي الليلة من بيته الكائن بجوار موقف جباليا بمدينة غزة، وكأنها في بيته حيث ارتجاج اركان المنزل، وبعد توقف القصف تلقى اتصالاً هاتفياً من جاره في المنجرة الكائنة مقابل مصنع السفن أب على شارع صلاح الدين الرئيسي، أخبره أن منجرته تدمرت من القصف (..) حينها انطلق مسرعاً من بيته لمنجرته، ليصاب بصدمة من هول مشهد الدمار الذي لحق بها.
وأوضح، أن المنجرة تقع بجوار أرض فارغة، تم استهدافها بخمسة صواريخ ارتجاجية، خلفت دماراً هائلاً في الممتلكات.
ويعمل السوافيري في مهنة النجارة منذ صغره، وافتتح ورشته متحملاً ديون كثيرة، عام 2000م. وبقي يعمل في مختلف أنواع الخشب، من أبواب، ومطابخ، وديكورات، وأثاث منزلي، ويعمل لديه عشرة عمال يعيلون أسرهم. ولكن بكل أسف تحول حلمي بتوسعة المنجرة إلى سراب، جراء ما قصفها بالكامل، كما تحولت حياة العمال وأسرهم الذين يعملون في المنجرة منذ سنوات إلى مهب الريح. كما السوافيري.
وجاء القصف الإسرائيلي الليلة، بعد أن أطلقت صواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية، وكما جرت العادة قام سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي باستهداف الأراضي بصواريخ ارتجاجية غير آبهٍ بنتائج الصواريخ التي يطلقها.
ويعيش قطاع غزة ظروفاً اقتصادية سيئة للغاية وارتفعت فيها نسبة البطالة جراء جائحة كورونا إلى 53%، والفقر إلى 45%، والفقر المدقع إلى 38%.
وتكرر مشهد المواطن السوافيري مع مئات المواطنين خلال السنوات الماضية التي تخللها ثلاثة حروب، والتي فقدوا مصدر رزقهم جراء آلة الحرب التدميرية، دون أن يلتفت إليهم أحد ويعوضهم عما فقدوه، ليدخلوا في صراع مع الحياة في محاولة للحصول على عيشة تحفظ كرامتهم.
الجدير ذكره، أن ملف اعادة اعمار قطاع غزة جراء حرب 2014، لم يتنه بعد، وأصحاب القطاع الصناعي هم الأكثر تضررا في ذلك العدوان.
يذكر أن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة زادت تفاقما منذ الانقلاب الحمساوي عام 2006 إذ شهد القطاع ارتفاعا كبيرا في معدلات الفقر والبطالة منذ ذلك الوقت.
ولم تقم سلطات الأمر الواقع منذ الانقلاب بتحويل ايرادات المقاصة للخزينة العامة رغم ان السلطة الوطنية تنفق منذ ذلك الوقت ملايين الدولارات على قطاع غزة من رواتب وخدمات مختلفة ومساعدات اجتماعية ما ساهم في تقليل من حجم الكارثة الإنسانية.
المصدر: الحياة الجديدة