النجاح الإخباري - أثارت تصريحات أحد مسؤولي حركة حماس، اليوم الثلاثاء، حول دخول الإسلام لقطاع غزة بالتزامن مع إنشاء الجامعة الإسلامية التابعة لحركة حماس، موجة انتقادات وسخرية واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء ومواطنين في قطاع غزة.
القيادي في حركة حماس ماهر أبو صبحة قال حرفينا في فيديو مصور، اليوم، :" إن والدي لم يكن متدينا، وأن الدين دخل مع بداية الجامعة الإسلامية عام ١٩٧٨م، وآباؤنا كانوا يقيمون الصلاة ولكن على الفطرة".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بانتقادات واسعة، لتصريحات أبو صبحة، وعرض العشرات من النشطاء الدين الحقيقي الذي أدخلته حركة حماس لقطاع غزة، معتبرين أن هذا الدين مليء بالتعصب والكراهية والعنف، إضافة إلى القتل والذبح الذي شهده الجميع في انقلاب عام ٢٠٠٧م.
الكاتب والناشط محمود عبد السلام قال لمراسل "الحياة الجديدة" معلقا على مزاعم أبو صبحة :" أن ما دخل مع بداية إنشاء الجامعة الإسلامية ليس الدين الإسلامي، وإنما دين العصبية والقبلية والعنف والتخوين والتكفير ، مؤكدا أن هذا الدين التي تتحدث عنه حماس أسقط كل معاني الجمال والحب والتسامح والأخوة عن قطاع غزة، واستبدلها بالكراهية والعنف والتي أوصلت مواطني غزة للفقر والبطالة والبؤس والانتحار".
وتشير معظم التقارير الدولية أن قطاع غزة يحظى بأعلى نسبة فقر زادت عن ٦٠٪ فيما بلغت نسبة البطالة بين الشباب لأكثر من ٧٥٪، مؤكدة إلى أن ما يقارب ال٨٠٪ من السكان يعتاشون على المساعدات في ظل الضرائب الباهظة التي تفرضها حركة حماس والفساد المستشري في قطاعها الحكومي.
ووفقا لصحيفة الحياة الجديدة، قالت الناشطة إسراء حلس وجهت مجموعة من الأسئلة لأبو صبحة:" لماذا لم يشاهد أبو صبحة المسجد العمري وجدرانه ومنبره التي يشهد عمرها بأنها أكبر من عمر جامعته، وهل يحفظ أبو صبحة شيئا من القرآن وهل يعرف أحكامه، وماذا عن الشيوخ والمؤذنين الذين تزيد أعمارهم عن عمر جامعته وعمره شخصيا".
الباحث الأستاذ عاطف سكر أكد أنه قبل تأسيس الجامعة الإسلامية كان هناك معالم تربوية أخرى مثل المعهد الديني الأزهري ومعهد المعلمين والمعلمات وغيرها، وكان ٩٥٪ من الشعب الفلسطيني مسلم ولديه وعي ديني منذ دخول الإسلام من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم".
وأضاف سكر :" وبنيت مساجد وزوايا لتعليم الدين ونشر الوعي الديني على أيدي مشايخ جاءوا من المغرب العربي منذ أكثر من ألف عام، مذكرا بجده الذي ولد عام ١٩٣٢م في حي الشجاعية شرق غزة، والذي بدأ يصلي منذ كان عمره سبع سنوات في مسجد ابن عثمان وكان تلميذا عند الشيخ أبو شريعة".
القيادي في حركة فتح أسامة أبو نصير علق لمراسل "الحياة الجديدة" على تصريحات ماهر أبو صبحة بالقول:" علينا أن لا نستبعد أن يخرج شخص أو جماعة تدعي أن الإسلام يتبع تنظيم، وأن الصحابة كانوا أعضاء في الجهاز السري، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات تدل على غرور التدين الذي يعيشه البعض".
الروائي والأديب الدكتور خضر محجز قال :" القول بأن الإسلام دخل غزة مؤخرا لا يُلزم إلا قائله، ويتوجب عليه وفق هذا الالتزام أن يعتبر أبويه مرتدين، ويعتبر نفسه نتيجة نكاح ردة" فيما رد الكاتب عبد الله أبو شرخ بالقول :" إن الإسلام الوهابي المتطرف دخل غزة سنة ١٩٧٨م وقبلها كان إسلام الفطرة الذي أراده الله دينا لأهل الأرض".
الإعلامي جلال حسين أكد أن الفكر الإخواني العقيم القائم على عدم الايمان بالآخر يحتاج من كل شرائح أبناء شعبنا الوقوف أمام هذا الخطاب الذي زلزل الجميع وبدأ السؤال هل شعبنا في غزة كان من كفار قريش وأسلم الجميع في العام ١٩٧٨م، مطالبا الجميع بالوقوف بحزم أمام هذا الانهيار في قيمنا وشرفنا وكياننا ووجودنا مشيرا الى ان الخطاب الاخواني بعيد عن الإسلام ويمارسه البعض والذي لم ينتصر يوما لقضيتنا وكان حجر عثرة في الكثير من المعارك التي خاضها شعبنا".