غزة - النجاح الإخباري - نشرت كتائب القسام الجناج العسكري لحركة " حماس " مساء يوم السبت 16 نوفمبر 2019، التفاصيل الكاملة لعملية استهداف حافلة تقل جنود الاحتلال "عملية الباص" خلال عملية "حد السيف" العام المنصرم.
وكشفت في تقرير لها تحت بند سُمح بالنشر "كيف أُتخِذ قرار استهداف حافلة 2018 من هيئة الأركان القسامية؟ وماذا قال قناص الآليات عن استهدافه للحافلة ؟".
وقالت في بيان لها، في مثل هذا اليوم قبل سبعة أعوام وفي خضم معركة حجارة السجيل عام 2012م سددت كتائب القسام ضربة نوعية للاحتلال حين استهدفت أحد جيباته العسكرية شرق مخيم البريج بصاروخ موجه في أول دخول معلن لهذا السلاح خلال الصراع مع الاحتلال.
واضافت، في هذه الذكرى فتح موقع القسام ملف أحد أبرز العمليات التي استخدمت فيها الصواريخ الموجهة والتي مرت علينا ذكراها قبل بضعة أيام، ألا وهي استهداف الحافلة العسكرية خلال معركة حد السيف.
قرار الرد
وحول قرار العملية يكشف لنا أحد قادة ركن العمليات في كتائب القسام كواليس صدور قرار الرد ليلة الحادي عشر من نوفمبر عام 2018م فيقول: "فور كشف مجاهدي القسام للقوة الخاصة شرق خانيونس والتعامل معها، تداعت هيئة أركان القسام لدراسة الموقف العملياتي وأجمعت على الرد على جريمة الاحتلال، متابعاً: "وعلى الفور صدر قرار من قائد هيئة الأركان محمد الضيف "أبو خالد" بالرد بما يوازي حجم الاعتداء على ألا يكون الرد بكامل القدرة القتالية وتم تحديد ضوابط المهمة".
ويستطرد القائد في ركن العمليات القسامي حديثه بالقول: "بعد صدور القرار، قام ركن العمليات بانتخاب الأهداف التي تتماشى مع قصد قيادة هيئة الأركان ومع مستويات الرد المطلوب من بنك الأهداف الموجود لديه، ثم صادقت القيادة على الأهداف المرشحة وصدر أمر العمليات إلى الألوية القتالية للتنفيذ".
ويتابع: "كان الهدف الأكثر أفضليةً حافلة عسكرية في منطقة صلاحيات لواء الشمال؛ كونه الهدف الأكثر قيمةً وردعاً للاحتلال لما يحتويه من عددٍ كبيرٍ من الجنود، وقد قررت هيئة الأركان تحمل كامل التبعات المترتبة على ضرب هذا الهدف مهما كانت النتائج".
قناص الآليات يتحدث
وعن تنفيذ الواجب يتحدث قناص الآليات (صقر) لموقع القسام فيقول: "بعد تكليفنا بالمهمة كان الهدف في مرمى السلاح لكنني لم أتمكن من الرماية على الفور بسبب وجود عائقٍ طارئٍ في مسار الرماية، مما أتاح للباص التوقف قليلاً، وبعدها بلحظاتٍ تحرك الباص لتصبح الرماية ممكنةً".
ويصف صقر تلك اللحظات بقوله: "بينما كنت أتضرع إلى الله وأتأهب للضغط على زناد قبضة الكورنيت، كانت تجول في خاطري أفكارٌ كثيرةٌ؛ فخلفنا مئات الآلاف من أبناء شعبنا وأمتنا يترقبون منا رداً يثلج صدورهم، وخلفنا قيادةٌ وضعت ثقتها فينا وتنتظر منا دقة التنفيذ".
ويضيف القناص: "عند اكتمال الظروف التكتيكية الملائمة، وعندما حانت ساعة الصفر كبّرت وأطلقت العنان للصاروخ لينقض على فريسته فأصاب الهدف بدقةٍ بفضل الله واشتعلت النيران فيه، ولم يجرؤ جنود الاحتلال على الاقتراب من الحافلة العسكرية المستهدفة أو الظهور، حتى مغادرتنا لمنطقة العملية".
"وفور الانتهاء من تنفيذ الواجب" يتابع القناص صقر: "بدأنا بالانسحاب من مكمننا على أصوات الرشقات الصاروخية التي كانت في تلك الأثناء تدك مواقع الاحتلال، وكان لساننا يلهج بالحمد والشكر لله على توفيقه، وكان دعاؤنا له سبحانه أن يكمل فرحتنا بعودة إخواننا في الإعلام العسكري إلى قواعدهم بسلام.
ويبين القناص في حديثه لموقع القسام أن هذه الكفاءة القتالية هي نتاج سنوات من الإعداد والتدريب المكثف والتجهيز المضني، قائلاً: "لقد تلقيت مع العشرات من إخواني تدريباً احترافياً على استخدام السلاح الموجه وتكتيك قنص الآليات، ونعد الاحتلال بما يسوؤه إذا ما كرر حماقاته".
عسقلان تحت النار
وبالعودة إلى القائد في ركن العمليات فقد وصف تتابع الأحداث بعد نجاح العملية قائلاً: "جن جنون العدو من هذه العملية فقام بالرد بقصف المنشآت المدنية، وحينها صدر القرار من قائد هيئة الأركان القسامية بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ لمنطقة عسقلان ومحيطها باستخدام صواريخ من العيار الثقيل، وقد شاهد الجميع نتائج هذا القصف الصاروخي المركز الذي آلم الاحتلال".
لقد شكلت هذه العملية ضربةً قاسيةً للاحتلال، ودللت على الجهوزية والكفاءة القتاليتين لدى كتائب القسام بمختلف صنوفها وأسلحتها، وقدرتها على التنفيذ في الوقت المناسب وبأفضل كفاءة وفي مختلف الظروف.
أما قناص الآليات الذي تمكن من الانسحاب بسلام فقد عاد بعد شهورٍ قليلة ليصفع العدو قرب سكة القطار شمالي قطاع غزة ، في عملية شكلت صدمةً كبيرةً لقيادة العدو العسكرية والأمنية، التي لم يخطر ببالها أن لدى القسام صواريخ موجهةٌ يمكنها الوصول لهذا المدى، وتبقى الأيام تخفي في طياتها ما سيفاجئ الاحتلال وسيشكل له في كل مرةٍ الصدمات تلو الصدمات.