النجاح الإخباري - سلّطت الإذاعة الإسرائيلية العامة في تقرير لها اليوم الثلاثاء، الضوء على "هجرة العقول والكفاءات" من قطاع غزة مؤخرًا خلال فترة فتح معبر رفح البري بتعليمات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وادعت الإذاعة في مستهل تقريرها إن "هناك إقبالاً مخيفًا على الخروج من قطاع غزة، ليس وسط شريحة مجتمعية معينة بل يكاد هذا الإقبال يلامس كل شرائح المجتمع الغزي ويحل بكل بيت فيه".

وحسب التقرير، فإن الإحصاءات بينت أنه وخلال الفترة الممتدة بين 12 من مايو/ أيار الماضي والعاشر من يونيو/حزيران نفذ من معبر رفح البري 11 ألفًا و455 مسافرًا فلسطينيًا في الاتجاهين من وإلى قطاع غزة، منهم 8 آلاف و937 مسافرًا عبروا من قطاع غزة إلى الجانب المصري ومنه إلى دول أخرى و2518 مسافرًا فلسطينيًا، عادوا من الجانب المصري إلى قطاع غزة.

وتطرق التقرير إلى دوافع الهجرة من غزة، حيث ذكرّ أن الدوافع تتشابه بشكل كبير فيما بينها، موضحًا أن "غالبية من أقدموا على الخروج من غزة دفعهم لذلك سوء الأوضاع المادية والمعيشية والاجتماعية فيها، وعدم توفر فرص عمل جيدة ومناسبة تحقق الحياة الكريمة، إضافة لما ترتب من آثار سلبية على قطاعات الإنتاج والمشاريع كافة والنقص الكبير في السلع الأساسية والمواد الخام جراء الحصار المفروض على قطاع غزة وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير، مما جعل حياة الغزيين تدور بين رحى الطوارئ والأزمات".

ونقلت الإذاعة عن البروفيسور الإسرائيلي رافي ليوبرت قوله في مقال له: "الوضع الإنساني في غزة سيزداد سوءًا"، مشيرًا إلى أن الخيار الوحيد الذي يسمح للسكان بتحسين أوضاعهم هو الهجرة".

ووفق الإذاعة، فإن قرار السلطات المصرية تمديد العمل بمعبر رفح البري حتى فترة عيد الأضحى القادم وفقا لقرار صادر من القيادة السياسية المصرية ساهم بشكل كبير في تسريع عمليات مغادرة الغزيين.

وجاءت الإجراءات الجديدة للقاهرة عقب التوصل إلى تفاهمات مع حركة حماس في إطار جهود مصرية للوساطة ونقل الرسائل المتبادلة بين الحركة وإسرائيل لتهدئة الأوضاع في القطاع المشتعل منذ انطلاق مسيرات العودة.

كما تأتي في إطار تنسيق مصري دولي في إطار جهود تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

وأكدت السلطات المصرية لإدارة معبر رفح البري أن تبقيه مفتوحا في كلا الاتجاهين حتى موعد عيد الأضحى القادم.

وتناولت الإذاعة الإسرائيلية مسألة هجرة العقول، قائلةً في تقريرها : "المخيف في الهجرة الغزاوية تفشيها في أوساط الأكاديميين وذوي الشهادات العليا وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين".

وأشارت إلى "هجرة أكثر من 50 طبيبًا متخصصًا ممن يشهد لهم بالكفاءة والخبرة الطبية"، معتبرةً أنه "لا يمكن للقطاع الطبي تعويضها وليس من السهل بناؤها لدى الأطباء الجدد، خصوصًا أن القطاع مغلق في وجه الوفود الطبية الخارجية التي يمكن بحضورها تعويض النقص الحاصل في الخبرات والكفاءات، ومغلق أيضًا أمام ابتعاث أطباء للخارج للمشاركة في المؤتمرات والدورات العلمية".

وحسب الإذاعة، فإن عدد المغادرين من القطاع مهول ويحمل مؤشرات خطيرة لكنه مع ذلك متوقع في ظل الحصار والإغلاق المستمر للمعابر، فالبعض وجد في فتح معبر رفح وتسهيل السفر فرصة ذهبية للفرار من هذا السجن الكبير.

الشارع الغزي انقسم ما بين مؤيد ومعارض للهجرة حتى وصل الأمر بالبعض إلى إطلاق مناشدات بمنع أصحاب الشهادات والكفاءات النادرة والمهمة من السفر.

الطبيب "م ك "، الذي فضل عدم ذكر اسمه وفقا للتقرير الإسرائيلي أشار إلى أنه تقدم بطلب استقالة من المستشفى التي يعمل بها، نظراً لتدني الرواتب التي يحصل عليها الأطباء وغيرهم من الموظفين في غزة.

وقال إنه ينوي السفر للخارج، حيث يمكنه أن يجد فرصة عمل أفضل كي يعيل أسرته منها، بعد أن أثقلته الديون التي تراكمت عليه بسبب سوء الحال والوضع الاقتصادي الذي وصل اليه القطاع.

وأضاف: "هناك الكثير من الأسباب أجبرت الشباب والعقول الفلسطينية إلى الهجرة من قطاع غزة، بسبب ضيق العيش، وفقدان إنسانيتهم وكرامتهم، ومعنى الحياة الكريمة، فخرجوا ليبحثوا عن مكان ينصفهم بعد أن خذلهم ذوو القربى".

الجدير ذكره، أن تمسك حركة حماس بمواقفها بعدم السماح لحكومة الوفاق الوطني بالتمكين في قطاع غزة، زاد من صعوبة الأوضاع، لعدم قدرة الحكومة على تنفيذ رزمة التسهيلات والمشاريع التي تنوي إقامتها في القطاع.