النجاح الإخباري - اقتحم جنود بحرية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، سفينة الحرية التي انطلقت من ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، وسيطرت عليها واعتقلت مَن على متنها من ذوي الحالات الإنسانية.
وأفادت مصادر محلية، بأن أربعة زوارق بحرية للاحتلال الإسرائيلي حاصرت سفينة الحرية التي تقل 20 مواطنا من ذوي الحالات الإنسانية من مرضى وطلبة وخريجي جامعات، وسيطرت عليهم وقامت باعتقالهم وسحب السفينة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي القريب من غزة.
وأكد أن بحرية الاحتلال اعتقلت عددا من الصحفيين على مركب صيد كان يرافق السفينة الصغيرة، التي أبحرت من ميناء الصيادين في غزة باتجاه العالم الخارجي، للعلاج والدراسة.
وكانت قد انطلقت اليوم سفن كسر الحصار من ميناء قطاع غزة، والتي تحمل على متنها مجموعة من المرضى والخريجين والعاطلين عن العمل، بمشاركة جماهير غفيرة في اول رحلة بحرية رمزية من غزة الى العالم بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 11 عاماً.
وأفادت هيئة كسر الحصار في غزة، بانقطاع الاتصال مع سفينة الحرية منذ 30 دقيقة بعد محاصرة 4 زوارق حربية إسرائيلية لها على بعد أكثر من 12 ميل بحري، ما أدى لانقطاع البث المباشر الذي ينقله المشاركون من السفينة.
وحمّل أحد المتحدثين باسم الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة أدهم أبو سلمية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أرواح المشاركين على متن سفينة الحرية.
وقال أبو سلمية: "إن من هم على متن السفينة من المواطنين السلميين، بينهم مرضى وطلاب".
وأشار أبو سلمية إلى الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع جراء الحصار المشدد على القطاع، لافتًا إلى أن هناك مرضى سرطان محرمون من العلاج وصل عددهم إلى أكثر من 13 ألف بحاجة ماسة للعلاج.
وألقى عدد من الوجهاء والطلاب والمرضى كلمات تشير إلى معاناة القطاع في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي، مطالبين برفع الحصار بشكل كامل عن القطاع والسماح للسكان بالحصول على العلاج والتعليم، مشيدين بقرار مصر فتح معبر رفح.
وأشارت اللجنة إلى أن عملية تسيير سفينة الحرية ستكون رمزية في عرض البحر بمرافقة العشرات من القوارب الأخرى التي ستكون تحمل الأعلام الفلسطينية، وأنها لن تسمح للاحتلال باستغلال الوضع الأمني لمهاجمة السفينة.
واكد القيادي في حركة حماس، اسماعيل رضوان:" أن سفن كسر الحصار تنطلق بالتزامن مع جريمة الاحتلال ضد سفينة مرمرة، جئنا لنوصل رسائل للعالم بانه ان الاوان بان يكسر الحصار عن قطاع غزة، وان يتحرك المجتمع الدولي وان يلتقط الرسالة قبل فوات الاوان، ونحذر الاحتلال من ارتكاب اي حماقة ضد مسيرة العودة وكسر الحصار الحصار، والمسيرة البحرية".
وتابع:" على المجتمع الدولي ان يوقف جرائم شعبنا، ومن ارض غزة نقول الاحتلال جرب 3 حروب على القطاع وخرج مهزوماً، وغزة الان اقوى من اي وقت مضى، ونحن مصممون على كسر الحصار وعلى نقل السفارة، وعلى صفقة ترامب التي تهدف لتصفية قضيتنا".
وفي السياق ذاته أكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش، أن سفن الحرية رسالة الى العالم للتدخل من أجل كسر الحصار على قطاع غزة.
وأضاف:" الاحتلال هو الذي يعطل الحياة ويحاصر قطاع غزة، ولن نسمح له بمواصلة الاعتداء على ابناء شعبنا دون رد".
وفي وقت سابق قال ماهر مزهر عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة لـ"النجاح": نريد ايصال عدة رسائل للعالم وللاحتلال وللمؤسسات الدولية وللمتضامنين مع شعبنا، بأننا نستيطع أن نبتدع أشكال جديدة للنضال، كما استطاع كل ابناء شعبنا في الميادين الخمسة شرق قطاع غزة، باتجاه مقارعة العدو واستنزافه لذلك اتخذنا قرار بفتح مساحة جديدة للاشتباك من خلال البحر".
وأضاف:"نريد ان يعرف العالم بأن هناك شعب محاصر منذ 11 عاماً تعرض للويلات ويعاني على كافة الاصعدة من علاج ومعابر مغلقة ومشكلة الكهرباء والمياه، وهذا الشعب يستحق الحياة، كما أن اليوم هو الذكرى السنوية الثامنة للمجزرة بحق سفينة "مرمرة" التي جاءت لكسر الحصار، حيث واجهها الاحتلال بالقتل ما ادى لاستشهاد واصابة العشرات، ونحن جئنا لنؤكد اننا مستمرون لكسر الحصار".
وشدد مزهر:" انسجاماً مع الموقف المتخذ من مجموعة من المتضامنين باتجاه تحريك سفن للوصول لغزة والتي تحركت من موانئ اوروبا وستصل خلال ايام، نحن أيضاً نذهب باتجاه كسر الحصار ونريد ان نقول اننا نستطيع تحدي غطرسة الاحتلال".
وتابع:" نحن مع تقليل الخسائر، ولذلك وبكل الاحوال هذه المسيرة للمراكب ستكون بشكل رمزي محدود ولن تتحرك للمسافة التي ستمكنها من الوصول لاي مدينة، فهي ستصل لما يقار (5) أميال وستعود ادراجها مرة ثانية، ولكن لا نستبعد أن يقوم الاحتلال بالاعتداء على هذه المراكب استكمالاً لسلسلة جرائمه التي يمارسها بحق أبناء شعبنا".
يذكر أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، قررت اطلاق اول رحلة بحرية من مرفأ مدينة غزة الى العالم بهدف كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.
"فلسطينيو الخارج" يطالبون بحماية دولية لسفينة الحرية وكسر حصار غزة
دعا "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" المجتمع الدولي إلى توفير الحماية اللازمة لسفينة الحرية التي انطلقت اليوم من قطاع غزة لكسر الحصار.
وأكد المتحدث باسم "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، زياد العلول، أن "السفينة التي أبحرت اليوم من قطاع غزة، ذات بعد إنساني بحت، وهي تحمل على متنها مرضى وطلبة وذوي احتياجات خاصة بهدف العلاج".
وقال: "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية قانونية لجهة أن مياه غزة هي مياه دولية وليست تحت سلطة الاحتلال، وهو ما يعني أن ما تمارسه قوات الاحتلال هو انتهاك للقوانين الدولية".
ودعا العالول، "العالم إلى تحمل مسؤولياته الحقوقية والإنسانية والأخلاقية، تجاه شعب يعيش تحت حصار مطبق منذ أكثر من عقد من الزمن، إضافة إلى معاناته جراء جرائم الاحتلال".
وأضاف: "في الوقت الذي يبحر الجرحى والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة على متن سفينة الحرية طلبا للعلاج، يستمر الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر قصف يومي، وهو ما يتطلب موقفا دوليا حازما لحماية شعبنا".
تجمع المؤسسات الحقوقية يدين صمت العالم
استنكر تجمع المؤسسات الحقوقية اعتداء قوات بحرية الاحتلال الإسرائيلي على سفينة الحرية التي انطلقت من ميناء غزة صباح اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع الذكرى الثامنة لمجزرة سفينة "مرمرة" التركية التي ارتكبتها بحرية الاحتلال في المياه الإقليمية قبالة قطاع غزة عام 2010، والتي أودت حينها بحياة عشرة متضامنين أتراك.
وأدانت المؤسسات صمت المجتمع الدولي وفشله الذريع في اتخاذ إجراءات فعّالة لمواجهة جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالبت المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية بالعمل على رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة براً وبحراً.
ودعت في بيان لها، أحرار العالم إلى التقاط الرسالة الإنسانية التي تحملها سفينة الكرامة، ومساندة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، وفقا للقانون الدولي والقرارات الأممية.
وعبّر التجمع عن دعمه لانطلاق أول رحلة بحرية من ميناء غزة إلى العالم بهدف كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ اثني عشر عاماً، مؤكداً أن الحصار قطاع غزة يمثّل خرقًا واضحًا وفاضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويشكّل عقوبة جماعية محظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، وقد أدى استمراره لما يزيد عن اثني عشر عاماً إلى تدهور خطير للأوضاع الانسانية لمليوني فلسطيني، بالإضافة إلى تسببه في التدهور الحاصل في القطاعات الأساسية والحيوية في قطاع غزة، ما يُنذر بكارثة انسانية خطيرة على كافة الأصعدة.
وقالت المؤسسات في بيانها، إن "سفينة كسر الحرية لكسر الحصار عن غزة تحمل على متنها عدد من أصحاب الحالات الانسانية المتضررين من الحصار تشمل مرضى وجرحى وطلبة واصحاب اقامات وغيرها، في رسالة للعالم تعبر عن حجم المعاناة والضرر والألم الذي يعاني منه أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار، وهي خطوة رمزية لحث المجتمع الدولي على تحمل مسئولياته نحو إنهاء هذا الحصار وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني وكافة المواثيق الدولية التي وتكفل حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في التمتع بكافة حقوقها الانسانية خصوصا حقها في التنقل والسفر والعلاج والتعليم والحياة الكريمة".
وأضافت أن "اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة الحرية، التي تُقِل عدد من الحالات الانسانية، وتحمل أحلام الشعب الفلسطيني وتطلعه إلى الحرية والاستقلال، وأحلامه في إنهاء الحصار والظلم الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واحتجازها واعتقال من على متنها، يشكل انتهاكاً فاضحاً لمعايير حقوق الإنسان التي كفلت الحق في حرية التنقل والسفر والعلاج، وهو استمرار للعدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد الفلسطينيين، وامتداد للمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين في مسيرات العودة وكسر الحصار، خاصةً وأنها مدنية تحمل رسائل انسانية بضرورة فك الحصار المفروض على قطاع غزة".
وتجمع المؤسسات الحقوقية يتكون من: مركز حماية لحقوق الإنسان -مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق -الهيئة الدولية للحقوق والتنمية. - مركز سواسية لحقوق الإنسان -مركز مشكاه لحقوق الإنسان -مركز عدالة واحدة لحقوق الإنسان -المركز الدولي للدراسات القانونية.