النجاح الإخباري - خلف طاولة صغيرة تجلس وبيدها إبرة وخيوط صوفية تحكيها على قطعة قماش، للوهلة الأولى يظن الناظر إليها وهى تعمل أنها ستنتج بعد هذا العمل قطعة ملابس من الصوف؛ ولكن النتائج غير ذلك تماما، فبعد عمل متواصل يستمر لعدة أيام وأحياناً أسبوع، تنتج الفتاة رواء حجازي بأناملها الرقيقة دمى مطابقة لملامح الأطفال الذين سيقتنونها، كمحاولة منها لوضع لمسة فنية على دمى الأطفال.
سلكت الفتاة العشرينية هذا الطريق الذي لم يتم سلوكه من قبل، وابتعدت عن الفن التقليدي في صناعة الدمى وأرادت صناعتها بلمسات فنية جديدة باستخدام، الروشيه والصوف والقماش والفايبر، ويتم صناعة الدمى بناء على طلب أصحابها وتكون النتائج مبهرة تنال إعجاب كل من يشاهدها.
استغلال وقت الفراغ
وتقول رواء الحاصلة على شهادة الفنون والحرف من جامعة الأقصى، منذ الصغر وأنا في الصف السادس الابتدائي، كنت أستخدم صنارة الصوف وارسم كل ما يجول بخاطري على قطع القماش، فكنت استغل وقت فراغي بالرسم، وبعد ملاحظة والدتي لي علمتني حياكة الصوف حتى أصبحت أقص وأحيك القماش دون مساعدتها".
وتضيف،" أردت أن لا تقتصر أعمالي على الرسم فحسب، بل أردت صنع شيء مميز، فصنعت عروسة باستخدام الخيوط والقماش لألعب بها فكنت سعيدة جداً في ذلك الوقت لأني صنعت الدمية التي ألعب بها لنفسي وبالمواصفات التي أريدها، فهى كانت الدمية الأولى التي أصنعها بيدي دون مساعدة أحد".
لمسة خاصة
وتتابع،" عندما كبرت أردت صنع دمية أخرى؛ ولكن بطريقة جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل، حيث تكون مطابقة لشخصية الطفل التي يقتنيها ورسم ملامحه على وجهها بوجود لمسة خاصة عليها، من خلال صناعتها من الأقمشة، وصولاً لتركيب الشعر بما يشبه حاملها، فكانت النتائج مبهرة جداً ولاقت إعجاب كل من يشاهده لأني صنعتها بطريقة إبداعية وغير تقليدية"
وتوضح صاحبة الأنامل الرقيقة أن بعد مشاهدة الدمية التي صنعتها، لاقت تشجيع من الأصدقاء والأقارب على الاستمرار في هذا الطريق وصنع عدد من الدمى، واستثمار موهبتها لتكون مصدر رزق لها كونها لم تحصل على فرصة عمل بعد تخرجها من الجامعة، وصنع المزيد من الدمى وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
طريقة جديدة
وتشير، الفنانة رواء أنها ابتعدت عن الفن التقليدي، بعد تخطيها كل أشكال الفنون وعملها لفترات طويلة، وأرادت العمل بمجال صنع الدمى بالطريقة الجديدة وتسويقها بعد تشجيع أصدقائها وأقاربها، ووضع كافة الأعمال التي تنجزها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها بعد ذلك بدأت باستقبال طلبات كثيرة عبر صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
العمل بالإحساس
وتلفت، أنها تعمل على صناعة الدمى بإحساسها وتتخيل الصور الموجودة أمهامها وتجسدها على الدمية لتكون بنفس ملامح وللون شعر الطفل سيقتني الدمية وبذلك تكون دميته شبيهة له.
وتكمل الفتاة المبدعة" نظراً لإبداعي اتقاني في صناعة الدمى بملامح من يقتنيها وازدياد طلبات الزبائن لتصميم دمى مطابقة لملاح أبنائهم، وبعد نجاحي وانتشار أعمالي أسست مجموعة أطلقت عليها اسم سُكّر، كشركة خاصة لي، لأكون أول فنانة في غزة تصنع الدمى بملامح من يقتنيها، وتمكنت من إرسال أول دمية من قطاع غزة للضفة الغربية، بناء على طلب أحد الزبائن؛ لتقديم هدية لطفلته تحمل صورتها".