النجاح الإخباري - الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ العام 2006 حول القطاع الى سجن كبير. ومنذ ذلك الحين يقوم الاحتلال بتعزيز حصاره، ويتبع كل الأساليب التي تقتل الحياة، بالإضافة إلى ثلاثة حروب مدمرة شهدها قطاع غزة.
وهي إجراءات وحروب ترتب عليها الكثير، فاقتصاديا، توقفت عمليات الانتاج، وفقد الكثيرون عملهم، اذ فرض الاحتلال، حظراً كامل على الصادرات من القطاع، وقيد الواردات والتحويلات النقدية، والكثير من السلع الحيوية لم تعد موجودة في الأسواق.
معاناة المواطنين
في ظل اغلاق المعابر من قبل الجانب الاسرائيلي، والحصار الذي يفرضه على القطاع، تزداد معاناة المواطنين بشكل يومي، فالتضيق المستمر اثر على كافة جوانب الحياة في القطاع وعلى كافة الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
ومما يزيد من تفاقم المعاناة اليومية للمواطنين، اغلاق معبر رفح البري- الحدودي مع مصر- الذي يغلق بشكل كامل، ويفتح في اوقات معينة وللحالات الانسانية التي تشمل المرضى والطلاب واصحاب الاقامات وحملة الجوازات الاجنبية.
الشؤون المدنية
رئيس جمعية رجال الاعمال في قطاع غزة، علي الحايك يؤكد لـ"النجاح الإخباري"، ان التضيق المستمر على قطاع غزة، لم يضر فقط رجال الاعمال والتجار فكافة الفئات تعيش فترة سيئة، كما وان الاغلاقات خلال السنوات الماضية اصابت قطاع الاعمال بالشلل فالاحتلال يتحكم بكافة المعابر، وبدخول السلع والبضائع والشاحنات من والى القطاع، ويزيد من وتيرة الازمة على المستويين، الاقتصادي والانساني، كذلك سحب ما يقارب 2000 تصريح من رجال اعمال وتجار ومنعهم من مغادرة القطاع.
واضاف الحايك في حديثه، انه لا يمكن إلقاء اللوم، بشكل كامل على الشؤون المدنية، فالاحتلال هو من يتحكم بالاتفاقيات، وهو ايضا من يتنصل منها، فالادارة المدنية تبذل جهدها لتلبية احتياجات المواطنين، إلا أن ما يفرضه الاحتلال من عراقيل، يعيق عملها.
فصل القطاع
واكد الحايك ان فصل القطاع عن الضفة هو ما يريده الجانب الاسرائيلي، وخاصة في ظل الانقسام، الذي تعيشه الساحة الفلسطينية منذ سنوات.
واضاف: "إنهاء الانقسام ضرورة وطنية ونقطة سوداء يجب ازالتها من تاريخ الشعب الفلسطيني، كونه مبرر للاحتلال لتقسيم الضفة والتحكم في المعابر".
المؤسسات الحقوقية
ويشار إلى أن المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حذر مؤخراً من وصول قطاع غزة إلى حافة الانهيار، قائلا إن الأوضاع الإنسانية فيه تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأشار المركز في تقرير إلى أن العالم يكتفي بالصمت والتجاهل حيال معاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع دون أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
وفي تقريره اوضح المركز، أن معدلات الفقر و الفقر المدقع تجاوزت 65%، بينما تجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 722% لدى الأسر في قطاع غزة، وقال التقرير إن 80% منهم يعتمدون على المساعدات الدولية.