نابلس - النجاح الإخباري - في العامين الماضيين، شهدنا انتعاشًا أسرع من المتوقع في الاقتصاد العالمي بعد آثار الوباء، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على النفط. في الوقت نفسه، كانت أوبك + (منظمة البلدان المصدرة للبترول) تعمل بشكل بطيء في زيادة إنتاج النفط. لقد كانت النتيجة أن مخازن النفط في جميع أنحاء العالم اصبحت تتقلص، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط. بدا أن النفط في أوروبا قد تعرض لمزيد من الضغط عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير، مما أدى إلى عقوبات شبه فورية، مما أثار علامة استفهام كبيرة حول المدة التي يمكن الاعتماد عليها لتدفق النفط الروسي إلى القارة. حتى الثامن من مارس، استمرت أسعار النفط الفورية في الارتفاع حيث أظهر المتداولون على النفط رغبتهم بالاحتفاظ وعدم بيع النفط.
بعد ذلك، تراجعت أسعار النفط، على ما يبدو بسبب احتمالات أن يركد الصراع الأوكراني بالإضافة إلى انتشار عدوى كورونا في الصين وعمليات الإغلاق التي أعقبت ذلك، حيث بدا أن هذه العوامل قد تنذر بانخفاض الطلب من قبل المستهلكين.
ومع ذلك، استمرت المعركة المندلعة في أوروبا الشرقية، مع مجموعة العقوبات الاّخذه في الازدياد، والتي هددت بدفع أسعار النفط إلى الاعلى، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم تحديات التضخم الموجودة في جميع أنحاء العالم والضغط على البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة - الوضع الذي يمكن أن يعيق النمو الاقتصادي العالمي الشامل. لأولئك المستثمرين الذين يخططون لتداول النفط مع iFOREX كعقود مقابل الفروقات، دعونا نلقي نظرة فاحصة على النفط في أوروبا، النفط الروسي، والوضع العالمي.
اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين
بحلول الـ 23 من شهر مارس، تسببت عاصفة شديدة في أضرار لخط أنابيب CPC في كازاخستان على ساحل البحر الأسود حيث منعت صادرات النفط من الخروج تمامًا. عادة ما ينقل خط الأنابيب هذا حوالي 1.2 مليون برميل من النفط يوميًا. يعتقد البعض أن الوضع قد يستمر لمدة شهرين. منذ أن بقيت إمدادات النفط الروسية والكازاخستانية على حالها، تعالت المخاوف العامة بشأن إمدادات النفط المحدودة، وقفزت أسعار النفط بنسبة 5٪. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 6.12 دولارًا لتصل إلى 121.60 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 5.66 دولارًا لتصل إلى 114.93 دولارًا للبرميل. بالطبع، ارتفع السعر ايضا من مخاوف الإمداد المحيطة بالعقوبات المفروضة على روسيا. قررت كندا والولايات المتحدة الأمريكية حظر واردات النفط الروسية، بينما وافقت المملكة المتحدة على إبطاء مشترياتها من روسيا، وكان الاتحاد الأوروبي لا يزال مترددًا بشأن هذه المسألة. تم تعزيز التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة من أجل تعويض الإمدادات، لكن التدفقات الجديدة كانت بطيئة . اقترح أندرو ليبو من شركة ليبو أويل أسوشييتس: "حتى يتمكن العالم من معرفة كيفية استبدال النفط [الروسي]، سنقوم بخطوات اكثر صرامة حتى تدمير الطلب".
في الرابع والعشرين من آذار (مارس)، بدا أن خط أنابيب CPC اصبح قادرًا على بدء إرسال النفط مرة أخرى، وفوق ذلك لم يقرر الاتحاد الأوروبي بعد فرض حظر على النفط الروسي. وبالتالي، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.57 دولارًا لتصل إلى 119.03 دولارًا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.59 دولارًا لتصل إلى 112.34 دولارًا. قد يكون النفط في أوروبا شحيحًا من حيث العرض، لكن سوق النفط لن يهتز إلا إذا وافق الاتحاد الأوروبي على حظر شامل، في رأي كارستن فريتش من كومرتس بنك.
اكتسب الدولار الأمريكي قوة ايضاً، مما تسبب في ضغط هبوطي على أسعار النفط. الاعتقاد السائد هو أنه إذا كان الدولار قوياً، فإن النفط يصبح أغلى ثمناً لمن يحتفظون بعملات أخرى، الأمر الذي قد يضغط على مستوى الطلب. من ناحية أخرى، انخفض المعروض من النفط الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، مما أدى إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط.
هجمات الحوثيين
في 25 آذار / مارس، ألحقت مجموعة من الحوثيين اليمنيين أضرارا بمركز توزيع النفط في السعودية. كان الحوثيون أكثر نشاطًا مؤخرًا، حيث أرسلوا صواريخ على محطة تحلية مياه سعودية ومركز طاقة قبل خمسة أيام. وعلق أندرو ليبو قائلاً: "السوق، التي كانت تتجنب بالفعل إمدادات النفط الروسية، لديها شيء آخر يدعو للقلق مع هجمات الحوثيين التي يحتمل أن تؤثر على إنتاج المملكة العربية السعودية". وردًا على ذلك، ارتفع خام برنت بمقدار 1.62 دولار وغرب تكساس الوسيط بمقدار 1.56 دولار، مع مكاسب أسبوعية بنسبة 11.5٪ و 8.8٪ على التوالي.
خلاصة الامر
بالتعامل مع كل الضغوط على أسعار النفط، رفعت الولايات المتحدة عدد حفاراتها النفطية بمقدار سبعة حفارات لتصل إلى 531 حفارًا في ذلك الأسبوع، وكانت تناقش بشأن تحرير النفط من احتياطي البترول الاستراتيجي. أولئك الذين يخططون لتداول النفط مع iFOREX كعقود مقابل الفروقات يجب أن يراقبوا الأخبار ليروا كيف سيتطور الصراع في أوكرانيا، والعقوبات العالمية المتعلقة به، في الأسابيع القادمة. قد يمنح التقلب المحتمل لأسعار النفط فرصة لمتداولين العقود مقابل الفروقات للاستفادة من تحركات الأسعار في السلع مثل نفط برنت ونفط خام غرب تكساس الوسيط في الأيام المقبلة، لذلك يجب الاستمرار بمواكبة أخبار أسعار النفط.