هاني حبيب - النجاح الإخباري - مهندس "صفقة القرن" مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير، كان واثقاً من أن التلويح بالمزيد من المليارات والضغط على المنظومة العربية كفيل بإقناع الفلسطينيين للمشاركة في ورشة البحرين، ولو كان يعلم أنّ هذه الورشة مآلها إلى الفشل كما أقر وإعترف لاحقاً، لربما لما أقدم على هذه الخطوة التي لا بد من أن تُشكّل انتكاسة لتجربته العقارية - السياسية.
فقد أقر كوشنير، من خلال مقابلة عبر الهاتف أجراها مع صحفيين عرب وإسرائيليين أن الخطة الاقتصادية يمكن تحقيقها إلاّ أنه أضاف معترفاٌ أن ذلك يتطلب موافقة القيادة الفلسطينية، وحسب صحيفة هآرتس فإن كوشنير اعترف بأن هذه الأخيرة نجحت في إفشال جهوده في تسويق صفقة القرن ومن ناحيتنا كفلسطينيين فإن الاعتراف بهذا الفشل يُشكل رسالة واضحة ومباشرة لإدارة ترامب، أن أي حل لا يستجيب للحقوق الفلسطينية كما أكدتها قيادته الوطنية لن يكتب له النجاح ولن يمر.
حاول كوشنير اختراق الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي المناهض لمؤتمر ورشة البحرين رفضاً لصفقة القرن، من خلال توجيه دعوات لنشطاء ورجال أعمال ومستثمرين وشخصيات وخبراء اقتصاد للمشاركة في أعمال الورشة على أمل أن تشكّل هذه الدعوة إغراءً لهم في سياق الأفكار العقارية والتمويلية التي تعتبر مرجعاً له وبإعتبار أن هؤلاء يضعون مسألة الربح والاستفادة كمعيار لنشاطهم وأن الأموال الهائلة المرصودة لمستخرجات الورشة يسيل لعابهم، وإذا كان كوشنير لم يفاجأ كثيراً بالموقف الرسمي والشعبي الرافض للصفقة والروشة فإنه على الأرجح فوجئ بأن رجال الاعمال والنشطاء الفلسطينيين يتمسكون بوطنيتهم أكثر من تمسكم بمشاريعهم وإستثماراتهم على الرغم من تأثر القطاع الخاص الفلسطيني جراء الإجراءات الأمريكية - الاسرائيلية ذات الطابع الاقتصادي إلاّ أن ذلك لن يزدهم إلاّ اصراراً على مقاطعم مؤامرة ورشة البحرين.
ولعل أوّل من كشف عن توجيه وزارة المالية الأمريكية دعواتها للنشطاء ورجال الاعمال وخبراء الاقتصاد الفلسطينيين عبد الكريم عاشور أحد أبرز النشطاء الفلسطينيين في مجال المجتمع المدني الفلسطيني عندما سارع لنشر الدعوة مع تعليق له يعتبرها عبارة عن محاولة رخيصة لرشوة المدعوين واستغلالاً للأزمة الاقتصادية التي تمر بها فلسطين وأعقب هذا النشر توالي رفض هذه الدعوة من قبل العديد من الشخصيات الوطنية واصطفافاً خلف الموقفين الرسمي والشعبي من قطاع غزة أمجد الشوا وعمر شعبان بينما في الضفة تم رفض الدعوة أولاً من قبل رجل الأعمال بشار المصري ومازن سنقرط وابراهيم برهم وزاهي خوري وآخرون، وذلك إثر مراجعتنا لتصريحاتهم لوسائل الاعلام سواءً من جهة مقاطعته للورشة أو تعليقاً على مخاطرها، وبالتأكيد هناك آخرين لا يمكن لنا حصرهم.
أمّا مشاركة البعض القليل فإنه لم يترك أثراً سوى تأكيد فشل مساعي كوشنير حيث أن هذا البعض لم يشكل اختراقاً كان يراهن عليه مستشار الرئيس الأمريكي ومهندس صفقة القرن وورشة البحرين.
اعتراف كوشنير واقراره بفشل الصفقة والورشة لم يكن ممكناً لولا مقاطعة النشطاء ورجال الاعمال الفلسطينيين اللذين وقفوا خلف الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني.