هاني حبيب - النجاح الإخباري - رغم أنّ تكتّل اليمين حقق فوزاً واضحاً في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ما مكّن نتنياهو من البدء بتشكيل حكومته الخامسة حتى قبل أن يُكلّف من قبل رئيس الدولة، ما جعله بحق يستحق التسمية التي أطلقت عليه باعتباره ملكاً لإسرائيل، متجاوزاً بن غوريون في طول مدة رئاسته للحكومة الإسرائيلية، رغم ذلك فإن تساوي حصة كل من حزب الليكود وتكتل أزرق أبيض نسبياً قد أنهي مرحلة سابقة كانت تسمى الكتلة المهيمنة على السياسة الحزبية الإسرائيلية، وهي كتلة اليمين على مدى السنوات الماضية، ذلك أنه وفي ظل هيمنة ذلك اليمين لم تكن هناك معارضة حقيقية في نظام الحكم، في ظل الحكومة الخامسة وفي حال تجاوز تكتل أزرق أبيض العديد من المنزلقات بإمكانه أن يقود معارضة قوية لم تشهدها الخارطة السياسية والحزبية في إسرائيل طوال السنوات الماضية.
غير أن هناك عدة إشارات من شانها أن تدل على عدم قدرة تكتل "أزرق أبيض" على قيامه بهذه المهمة، ذلك أن هؤلاء الجنرالات الذين يتربعون على قيادة التكتل تنقصهم الخبرة السياسية الكافية بموازاة نتنياهو الذي يعتبر أكثر رؤساء حكومات إسرائيل دهاء "وذكاء" وخبرة في الألاعيب السياسية كما أن هذا التكتل الذي يضم "يش عتيد" برئاسة لبيد حديث الولادة ولم يمضي على تشكله إلاّ ستة أشهر فقط وليس لديه قاعدة حزبية منظمة بقدر ما لديه أتباع وأصدقاء وموالين وهؤلاء يلعبون دوراً في صناديق الاقتراع لكن لا ثقل لهم في صناعة السياسة اليومية للتكتّل مما يفرض إعادة تنظيم هذا التكتل من خلال إيجاد مؤسسات حزبية قاعدية وكادرية وقيادية إذا ما أراد أن يشكّل قيادة لمعارضة قوية تلتقي معه كافة أحزب ما يسمى الوسط واليسار.
عكست الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة عدم أهمية البرامج الانتخابية السياسية للأحزاب واكتفت على التصريحات والمقابلات والآراء ومن خلال ذلك انتقل حزب الليكود من كونه يُمثّل يمين وسط إلى الانتقال إلى أقصى اليمين خلافاً لبرنامجه الحزبي ومن دون أن يلحظ ذلك أحد بما فيه منتسبي هذا الحزب، لكنه ضمن من خلال هذا الانتقال تزعّم الكتلة اليمينية وإخضاع الأحزاب اليمينية الأخرى لولايته والتسليم بقيادته.
وخلافاً لعدة توقعات فإن مستوطنه سيديروت في غلاف غزة قد صوتت لصالح نتنياهو بفارق كبير مع تكتل أزرق أبيص " 44% مقابل 9% ما أسقط بعض الرهانات على عقاب الليكود
وقد عمقت الانتخابات الأخيرة من الاصطفافات الداخلية لكتلتي اليمين واليسار بمعنى أنّ الحراك الانتخابي يظل داخل إطار كل كتلة على حدة ما يوسّع الهوة بين الكتلتين بما يمنع إلى حدٍ كبير أي إنزياحات فيما بين الناخبين لديهما.