هاني حبيب - النجاح الإخباري -
"إنّ فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي هي أسوأ مثال ممكن لمجتمع السجن" هكذا اختصرت المناضلة الشيوعية الأممية أنجيلاد ديفيز رؤيتها وموقفها من الاحتلال الإسرائيلي، والذي دفعت ثمنه عندما ألغى معها فريد شاتلزوف لحقوق الإنسان الجائزة التي قرر في السابق منحها لها في مدينة برمنجهام، حيث ولدت وعاشت، على إثر شكوى وضغوط من اللوبي الصهيوني واتهامها بدعم ومناصرة منظمة مقاطعة إسرائيل BDSونظراً لدعمها المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله وإدانتها المستمرة لدولة الاحتلال، وكان رد ديفيس على هذه التهم، أنها لا تتنكر وفخورة بموقفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الاستقلال وقيام دولته، ولن تتوقف عن القيام بدورها في هذا الشأن.
وإذ نجح اللوبي الصهيوني في سحب الجائزة، إلاّ أنه قدّم لانجيلا ديفز جائرة مختلفة من حيث لا يريد أو يرغب، عندما ستذهب أنجيلا ويحتفى بها في قاعة المدينة نفسها التي كان من المقرر أن يحتفل بتسليمها الجائزة وفي نفس الموعد، محاطة بالجمهور الأمريكي الصديق للشعب الفلسطيني والمؤيد لمواقف أنجيلا وذلك بدعوة من الأهالي والمنظمات المدنية في سياق تكريم شعبي واسع ما يعكس تفويضاً شعبياً لمواقف ديفيز وفي مواجهة مع ضغوط اللوبي الصهيوني واسع النفوذ في الولايات المتحدة، ولعل استقالة ثلاثة من أعضاء مجلس إدارة مركز حقوق الإنسان، احتجاجاً على سحب الجائزة، ما يعكس ما تحظي به ديفز من مواقف مؤيدة وداعمة حتى في أوساط المعهد الذي قرر سحب الجائزة بضغط من اللوبي الصهيوني.
وقفت المناضلة أنجيلا ديفيز طوال سنوات عمرها الخمس والسبعين، إلى جانب كل حركات التحرر في العالم وقضايا الإنسان أينما كان وضد الحروب التي خاضتها بلادها على شعوب العالم في فيتنام والعراق وغيرها من البلدان، إلاّ أن وقوفها إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني كان مميزاً بالنظر إلى المواجهة المباشرة مع دولة الاحتلال ونفوذ اللوبي الصهيوني الأكثر تأثيراً على سياسات الولايات المتحدة.
ومع أن المعهد تهرب من ذكر أسباب سحب الجائزة، إلاّ أن هذه الأسباب لم تكن خفية لمن يعرف من هي الجهات الضاغطة عليه لإلغاء الجائزة، فقد عبرت ديفيز في رد فعل على هذا القرار المفاجئ عن الأسف كونها كانت دائماً نشطة في مجال التضامن في إطار حركة أممية واسعة للدفاع عن الحقوق المدنية التي من خلالها استرجعت حريتها، وذلك في إشارة إلى أن الحركة المدنية الأمريكية ساهمت في إطلاق سراحها عندما اعتقلت وسجنت عام 1972، وحول موقفها من إدارة الرئيس ترامبتقول أنجيلا ديفز : إن 1459 يوماً من إدارة ترامي ستكون 1459 يوماً من المقاومة، مقاومة على الأرض، ومقاومة في صفوف الدراسة، مقاومة في العمل، مقاومة في فنوننا وموسيقانا وليست هذه سوى البداية