هاني حبيب - النجاح الإخباري - في إطار مزاعم جديدة متصلة، يصرح جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أنه خلافاً لإدعاءات الفلسطينيين فإن الإدارة الأمريكية تعمل لإعادة توحيد الضفة الغربية مع قطاع غزة، وتأتي هذه المزاعم بعد أيامٍ قليلة من طلب إدارة ترامب من عدد من الدول تقديم دعم مباشر لقطاع غزة عبر الأمم المتحدة، حيث سارعت دولة قطر وقدمت 150 مليون لشراء الوقود الخاص بتوليد الكهرباء ودفع رواتب موظفي حركة حماس في قطاع غزة.
هذا في الوقت الذي قامت فيه إدارة ترامب، بوقف دعمها الكامل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومعوناتها غير المباشرة للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومعلوم أن حركة حماس هي التي تجبي فواتير الكهرباء كما تجبي الضرائب الشاملة في قطاع غزة، ما يعني أن هذا الدعم موجه إلى حركة حماس مع أنه يخفف من الضائقة الإنسانية في قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته السلطة الوطنية الفلسطينية من شأنه إطالة عمر الانقسام وفصل قطاع غزة عن السلطة من الناحية العملية، وهو أحد أهداف صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
يضيف "غرينبلات" في تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت "نحن هنا لمساعدة كل الفلسطينيين في الضفة الغربية كما في قطاع غزة"، لكن نفاق غرينبلات يذهب بعيداً عندما يوقف الدعم عن السلطة الوطنية داعياً الدول العربية والإسلامية والأوروبية بتحويل جزء من مساعداتها المالية المخصصة للسطلة الفلسطينية إلى قطاع غزة من خلال مكتب الأمم المتحدة متجاوزاً السلطة الوطنية الفلسطينية، "وغرينبلات" يعلم كما يعلم الجميع أن السطلة الوطنية الفلسطينية تقدّم الكثير من ميزانيتها حسب الإمكانيات المتاحة لتوفير احتياجات سكان القطاع في المجالات الصحية والتعليمية ورعاية المجتمع، ولو أن إدارة ترامب تهدف إلى توحيد الضفة وغزة كما يزعم "غرينبلات" لتراجعت عن قراراتها حول وقف دعم الأونروا ودعم السلطة الوطنية من جهة، ولدعت الدول المتبرعة لتقديم كل ما يلزم من معونات لقطاع غزة من خلال السلطة الفلسطينية، فهذا هو السبيل لتوحيد غزة مع الضفة وليس التحريض على السلطة وإلغاء دورها في تأمين المساعدات لتشمل كل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية من ناحية ثانية.
ينظر غرينبلات إلى قطاع غزة كحالة إنسانية تستوجب حلاً في إطار السلام الاقتصادي، مستبعداً أي حل سياسي إلاّ في سياق صفقة القرن، التي باتت تتخذ من فصل قطاع غزة عن السلطة الوطنية ميداناً لخطواتها القادمة.